الإفراط في شرب الماء أثناء التمرين قد يكلفك حياتك

على عكس النصيحة الشائعة بضرورة شرب الماء باستمرار أثناء ممارسة الرياضة حذّرت دراسة جديدة نُشرت في Clinical Journal of Sport Medicine من أن الإفراط في الترطيب قد يهدد الحياة، فوفقًا للباحثين ينبغي على الرياضيين وممارسي اللياقة شرب الماء فقط عندما يشعرون بالعطش إذ إن تجاوز هذه الإشارة الطبيعية التي يصدرها الجسم قد يؤدي إلى نتائج خطيرة.

 نقص الصوديوم في الدم خطر خفي

توضح الدراسة أن شرب كميات مفرطة من الماء أثناء التمارين يمكن أن يؤدي إلى حالة تُعرف باسم نقص الصوديوم المرتبط بالتمرين (Exercise-Associated Hyponatremia - EAH)، في هذه الحالة يستهلك الجسم كمية من الماء تفوق قدرة الكليتين على معالجتها والتخلص منها مما يؤدي إلى تورم الخلايا وانخفاض تركيز الصوديوم في الدم، وقد تسببت هذه الحالة في وفاة أكثر من عشرة رياضيين في السنوات الأخيرة، بينما تبدأ أعراضها عادة بالغثيان وزيادة الوزن، لتتطور في الحالات الحادة إلى القيء والتشنجات بالإضافة إلى الغيبوبة.

أعراض تشنجات الظهرالإفراط في شرب الماء قد يزيد التشنجات

ما علاقة الماء بالتشنجات؟

يُشير الباحثون إلى أن كثيرين يربطون بين الجفاف وتشنجات العضلات أو ضربة الشمس فيلجأون إلى شرب الماء بكثرة لتفاديها بينما لا علاقة مباشرة بين الترطيب وتلك الحالات، بل على العكس فإن انخفاض مستوى الصوديوم نتيجة الإفراط في الماء قد يجعل التشنجات أسوأ.

كم تحتاج من الماء فعلًا؟

يوصي الخبراء بأن يكون العطش هو المؤشر الرئيسي لشرب الماء أثناء التمارين سواء كانت معتدلة أو شديدة، وفي الأجواء الحارة يمكن زيادة الكمية تدريجيًا حسب الإحساس بالعطش وليس وفق قاعدة ثابتة.

ويقول معدّو الدراسة: "إن الاعتماد على آلية العطش الطبيعية لتوجيه استهلاك السوائل هو الطريقة المثلى لتجنّب الإفراط في الشرب وتفادي الإصابة بنقص الصوديوم، مع الحفاظ على ترطيب كافٍ يمنع الجفاف المفرط".

شرب الماء بعد الفطارفوائد شرب ٨ أكواب ماء يوميًا

لماذا استمرّت الخرافة؟

رغم تراكم الأدلة العلمية لا تزال النصائح التقليدية حول شرب ٨ أكواب يوميًا منتشرة على نطاق واسع مدفوعة بحملات تسويقية وشعارات صحية متكررة، لكن الحقيقة كما تكشف الدراسة هي أن الجسم يمتلك نظام إنذار داخلي بالغ الدقة، يكفي فقط أن نصغي إليه.