أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة BMC Public Health إلى أن شعور المراهقين بالارتباط بمدارسهم قد يحميهم من الاكتئاب المرتبط بالتنمّر، وأوضح الباحثون أن التنمّر خلال فترة المراهقة يرتبط بدرجة أكبر بالقلق والاكتئاب مقارنةً بفترة الطفولة، ما يسلّط الضوء على حساسية المراهقين للعلاقات مع أقرانهم في هذه المرحلة العمرية.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 2,175 مراهقاً وُلدوا في مدن أمريكية كبرى بين عامي 1998 و2000، وكشف الباحثون أن 11.9% من المشاركين تعرضوا للتنمّر في سن التاسعة والخامسة عشرة معاً بينما واجه 43% التنمّر في سن التاسعة فقط و5.7% في سن الخامسة عشرة فقط.
بيانات الدراسة وعينة المشاركين
وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين عانوا من التنمّر في الطفولة والمراهقة معاً سجلوا أعلى مستويات القلق والاكتئاب بمتوسط درجات بلغ 6.9 من 18 للقلق و4.7 من 15 للاكتئاب.
أوضحت الدراسة أن شعور المراهقين بالأمان والدعم والاندماج في البيئة المدرسية ساعد بشكل ملحوظ على تقليل خطر الاكتئاب الناتج عن التنمّر بخلاف الأنشطة اللامنهجية التي لم يكن لها التأثير الوقائي ذاته.
وقالت الدكتورة نيا هيرد-غاريس، طبيبة الأطفال والباحثة في مستشفى Ann & Robert H. Lurie Children’s Hospital في شيكاغو: "لاحظنا أن الارتباط بالمدرسة كان أكثر حماية ضد الاكتئاب لدى المراهقين مقارنة بالأطفال الأصغر سناً، ما يشير إلى أهمية بيئة المدرسة في هذه المرحلة".
شددت هيرد-غاريس على أهمية دور المعلّمين في تعزيز الدعم بين الأقران من خلال تشجيع الطلاب على التعرّف أكثر إلى بعضهم البعض وإدماج المشاريع التعاونية في المناهج الدراسية بما يتيح فرصاً أوسع للعمل الجماعي، وبيّنت أن هذه الخطوات يمكن أن تعزز شعور الطلاب بالانتماء، ما يقلل من الآثار النفسية السلبية للتنمّر.
تعزز شعور الطلاب بالانتماء يقلل من الآثار النفسية السلبية للتنمّر
أظهرت البيانات أن التنمّر كان أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة إلا أن فترة المراهقة برزت كمرحلة أكثر هشاشة من الناحية النفسية.
ولفتت "هيرد-غاريس" إلى أن الدراسات المستقبلية ينبغي أن تبحث ما إذا كان تأثير التنمّر في فترة المراهقة يستمر إلى مراحل لاحقة من الحياة مثل بدايات الرشد أو منتصف العمر.