كانت توصية تنظيف الأسنان بالخيط يومياً ركناً ثابتاً في إرشادات الصحة الفموية لعقود حتى أن كثيرين كانوا يشعرون بالذنب عند إهمالها، لكن مراجعات الدراسات السريرية التي نشرتها Associated Press كشفت أن معظم الأبحاث لا تقدم دليلاً قوياً على أن الخيط يزيل البلاك بشكل فعال أو يقي من أمراض اللثة والتسوس.
أحد المراجعات العلمية أوضح أن غالبية الدراسات المتوفرة فشلت في إثبات أن تنظيف الأسنان بالخيط فعّال في إزالة البلاك.
وفي مراجعة أخرى عام 2015 وُصفت الأدلة بأنها "ضعيفة وغير متسقة" مع غياب واضح للفاعلية.
المشكلة تكمن في أن العديد من هذه الدراسات اعتمدت على عينات صغيرة من المشاركين، ولم تُجرَ لفترات طويلة تكفي لظهور مشكلات حقيقية في اللثة أو الأسنان، وركزت أحياناً فقط على مؤشرات مثل التهاب اللثة أو النزيف دون متابعة التسوس وأمراض اللثة المتقدمة.
تنظيف الأسنان بالخيط فعّال في إزالة البلاك
بحسب American Dental Association فإن استخدام الخيط اكتسب قبوله الواسع منذ عام 1908 ليس بناءً على دراسات علمية قوية وإنما لأنه كان جزءاً من ممارسات أطباء الأسنان مع مرضاهم في تلك الفترة.
ورغم أن بعض الدراسات اللاحقة دعمت الفكرة إلا أن مراجعة منهجياتها ونتائجها جعلت قيمتها العلمية محل شك كبير.
على الرغم من هذه النتائج المثيرة للجدل فإن معظم أطباء الأسنان ما زالوا ينصحون مرضاهم باستخدام الخيط، السبب كما يقولون أنه وسيلة منخفضة التكلفة وقليلة المخاطر ويمكن أن يكون لها فوائد محتملة في منع تراكم البكتيريا بين الأسنان حيث لا تصل فراشي الأسنان مهما كانت متطورة.
هل نتوقف عن استخدامه؟
القرار لا يعني بالضرورة التخلص من الخيط نهائياً فبينما لا توجد أدلة قوية تثبت فعاليته فإنه أيضًا لا يمثل خطراً على الصحة، وبما أن بقايا الطعام والجزيئات الصغيرة تعلق بين الأسنان فإن الخيط يظل وسيلة إضافية قد تساعد في الحفاظ على نظافة الفم حتى وإن لم يكن السلاح الحاسم ضد التسوس وأمراض اللثة.
رغم الجدل العلمي ما زالت صناعة خيط الأسنان مزدهرة إذ يُتوقع أن يصل حجم السوق العالمي إلى نحو ملياري دولار خلال العام المقبل ما يعكس استمرار الطلب الكبير على هذا المنتج حتى مع ضعف الأدلة التي تدعمه.