فيتامين "ب12" من الفيتامينات المهمة لتسهيل وظائف الجسم؛ حيث يُعَد ضرورياً لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتخليق الحمض النووي، وصحة الجهاز العصبي، ويؤدي نقصه على المدى البعيد إلى ظهور مشكلات صحية لا يمكن تجاهلها.
في السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" كل ما تحتاج معرفته عن فيتامين "B 12" وفوائده لجسدك، وكيف يمكنك الحصول عليه، وأعراض انخفاض مستوياته في الدم، والأسباب وراء ذلك.
يُطلَق على فيتامين "B 12" اسم الكوبالامين القابل للذوبان في الماء، ويُعَد من المغذيات الدقيقة الضرورية لعملية التمثيل الغذائي للخلايا وتكوين خلايا الدم الحمراء والأعصاب والحمض النووي، ويمكن الحصول عليه من خلال تناول لحم البقر والمحار وبعض الأسماك مثل السلمون والتونة؛ حيث يتوافر في المنتجات الحيوانية أكثر من منتجات الألبان والدواجن، حسب "فوربس".
ورغم محدودية فيتامين "B12" في الأطعمة النباتية، فإن أوراق الأعشاب البحرية المجففة والصالحة للأكل تحتوي على نسبة عالية منه تصل إلى 77.6 ميكروجرام لكل 100 جرام، إضافةً إلى حبوب الإفطار التي توفر 0.6 ميكروجرام من الفيتامين لكل وجبة.
أجرى فريق من معهد البحوث للطب الحيوي ببرشلونة دراسة عن تأثير فيتامين "B 12" في إعادة برمجة الخلايا وتجديد الأنسجة، على نموذج لالتهاب القولون التقرحي، فأظهرت قدرته على إصلاح الأنسجة، لكن الفريق لاحظ أن نقصه في أثناء عملية الإصلاح يسبب تغييرات جينية كبيرة تؤدي إلى أخطاء في وظيفة بعض الجينات.
واكتشف الباحثون أن مكملات فيتامين "ب 12" صححت هذا الخلل، وعززت دقة وظيفة الجينات، وحسَّنت كفاءة إعادة البرمجة الخلوية بشكل عام، ومن ثم يمكن للمصابين بأمراض الأمعاء الحصول على مكملات الفيتامين لتسريع عملية الشفاء، حسب د. "مارتا كوفاتشيفا" المؤلفة الأولى للدراسة.
وفي سياق منفصل، نُشرت دراسة أخرى تربط فيتامين "B 12" بخفض الالتهابات، خلصت إلى أن الذين لديهم مستويات عالية من هذا الفيتامين في الدم، يكونون أقل عُرضةً للإصابة بالالتهاب؛ حيث يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
النباتيون أكثر عرضةً لنقص فيتامين "B 12" نتيجة التوقف عن استهلاك المنتجات الحيوانية؛ لذا يحتاج الأطفال المولودون لنساء نباتيات إلى تناول مكملات غذائية لتعويض نقص الفيتامين، حسب "ستيفاني بافر" اختصاصية التغذية والخبيرة بصحة المرأة.
كما أشارت دراسة نُشرت في مجلة "The Pan African Medical Journal" إلى أهمية فيتامين "ب 12" في نمو دماغ الأجنة والأطفال الحديثي الولادة، ومن ثم ينبغي للأمهات النباتيات تناوله في أثناء الحمل والرضاعة؛ حيث ظهرت بالفعل حالة لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر يعاني خللاً في الحركة، وإعاقة ذهنية، وخمولاً بسبب عدم حصوله على ما يكفي من الفيتامين من الأم.
يعتمد امتصاص فيتامين "B 12" على عاملين؛ هما: بروتين تصنعه المعدة، وحمض الهيدروكلوريك الموجود في المعدة؛ لذا فإن الذين يعانون نقص هذا الحمض أو فقر الدم أو أي اضطرابات هضمية، أو من أحد أمراض الأمعاء الالتهابية يُسمى "كرون"، يكونون أكثر عرضةً لنقص مستوى الفيتامين في دمائهم.
وفي هذا الإطار، قالت "بافر" إن التقدم في العمر قد يؤدي إلى نقص حمض المعدة المساعد على امتصاص فيتامين "B 12"؛ ما يدعو كبار السن إلى الاهتمام بالحصول على المكملات مع التركيز على الأطعمة الحيوانية، لافتةً إلى تعرض الذين يخضعون لجراحات في الجهاز الهضمي إلى خطر نقص الفيتامين.
وأوضحت أن بعض الأدوية قد تمنع قدرة الجسم على امتصاص "ب 12"، مثل الميتفورمين الخافض لسكر الدم، ومثبطات حمض المعدة المستخدمة في علاج القرحة والارتجاع المعدي المريئي، إضافةً إلى بعض المضادات الحيوية.
تتمثل أعراض نقص فيتامين "ب 12" في التعب المستمر، والإصابة بفقر الدم، وتأخر النمو العصبي في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنميل في اليدين أو القدمين، وسرعة دقات القلب، إضافةً إلى ضيق في التنفس، ومشكلات بالجهاز الهضمي. وفي حالة عدم الحصول على العلاج في الوقت المناسب تتطور إلى تلف الأعصاب.
اختبار الدم من الطرق الأكثر شيوعاً للتحقق من مستويات فيتامين "B 12"؛ حيث يحصل الطبيب على العينة لقياسها بمجرى الدم، ومن المفترض أن يكون النطاق الطبيعي للفيتامين بين 200-900 بيكوجرام/ملليمتر، حسب صحيفة "The Economic Times".
إذا لم يكن اختبار الدم العادي كافياً، فيمكن قياس مستويات الحمض الأميني "الهوموسيستين" في الدم، الذي ينتج عن تكسير الجسم للبروتين، وتشير مستوياته المرتفعة إلى نقص فيتامين "ب 12"، وكذلك يكشف اختبار مستويات حمض ميثيل المالونيك عن نقصه؛ حيث يتراكم الحمض عند انخفاض مستويات الفيتامين.
ويمكن الحصول على مكملات فيتامين "B 12" من الصيدليات دون وصفة طبية، لكن يُنصح باستشارة الطبيب قبل تناولها؛ لأنه قد يكون لديك رد فعل تحسسي تجاهها.