لطالما ارتبطت صورة النميمة في المخيلة الشعبية بنساء يجلسن معاً يحتسين القهوة ويتبادلن الأحاديث عن الآخرين، لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Social Psychological and Personality Science" تكشف أن هذه الصورة النمطية بعيدة عن الواقع، فقد أظهرت النتائج أن الرجال يشاركون في النميمة بقدر النساء تماماً وربما بنفس الحماسة.
الدراسة التي قادتها ميغان روبينز، أستاذة مساعدة في علم النفس، بدأت أولاً بوضع تعريف دقيق للنميمة، ووفقاً للتعريف الذي اعتمدته الدراسة فإن النميمة لا تعني فقط الحديث السيئ عن الآخرين بل تعني ببساطة التحدث عن شخص غير حاضر سواء كان الحديث إيجابياً أو سلبياً أو حتى محايداً.
ما هي النميمة؟
قالت روبينز: "بهذا التعريف سيكون من الصعب تخيل شخص لا يثرثر أبداً، هذا يعني أن أي ذكر لأي شخص لا يكون إلا في وجوده وهذا مستحيل تقريباً، فلن يتمكنوا حتى من التحدث عن أحد المشاهير ما لم يكن حاضراً في المحادثة".
لرصد سلوك النميمة بدقة، استعان الباحثون بـ467 مشاركاً (269 امرأة و198 رجلاً) تراوحت أعمارهم بين 18 و58 عاماً وطلبوا منهم ارتداء أجهزة تسجيل صوتي صغيرة تُعرف باسم Electronically Activated Recorders (EARs)، قامت هذه الأجهزة بتسجيل ما بين 5% إلى 12% من محادثات كل مشارك على مدار يومين إلى خمسة أيام.
بعد جمع البيانات، قام مساعدو البحث بتحليل المحادثات وتحديد الحالات التي تضمنت حديثاً عن أشخاص غير حاضرين، سجل الباحثون 4003 حالة نميمة تم تصنيفها إلى ثلاث فئات: إيجابية وسلبية ومحايدة، كما راقبوا ما إذا كانت النميمة تدور حول أحد المشاهير أو شخص معروف للمشارك بالإضافة إلى تحديد جنس الشخص المتلقي للمعلومة.
على عكس التوقعات؛ أظهرت النتائج أن الرجال يثرثرون بنفس القدر الذي تفعله النساء وأن الفروق بين الجنسين في هذا السلوك ليست كبيرة كما كان يُعتقد، كما أن الأشخاص من الطبقات الاجتماعية الدنيا لا يثرثرون أكثر من الأغنياء بل في الواقع تبين أن الشباب يثرثرون أكثر من كبار السن.
وأكدت الدراسة أن النميمة لا تقتصر على فئة "غير الأخلاقيين أو غير المتعلمين أو النساء من الطبقات الدنيا"، كما توحي بعض الصور النمطية بل إن النميمة سلوك بشري عام يمارسه الجميع تقريباً.
الرجال يثرثرون بنفس القدر الذي تفعله النساء
واحدة من أكثر النتائج لفتاً للانتباه أن معظم الناس يثرثرون بمتوسط 52 دقيقة يومياً وبينما قد يعتبر البعض هذا مضيعة للوقت إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن النميمة قد تكون أداة اجتماعية مفيدة في بعض السياقات مثل بناء الروابط أو تبادل المعلومات.