في الوقت الذي يظن فيه كثيرون أن تدخين الحشيش أقل ضرراً من السجائر، تكشف دراسة حديثة أن هذا الاعتقاد قد يكون خاطئاً خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الحيوانات المنوية، وتشير النتائج إلى أن تدخين الماريجوانا قد يُلحق ضرراً أكبر بخصوبة الرجال مقارنة بالتبغ.
ونُشرت الدراسة في "AUA Journals The Journal of Urology"، حيث جمع الباحثون عينات من السائل المنوي لـ622 رجلاً ممن يتبعون أنماط حياة مختلفة، وشملت العينة مدخني التبغ والحشيش ورجالاً معروفين بخصوبتهم وآخرين لا يعانون من أي مشكلات في الصحة التناسلية.
الحشيش يؤثر سلبياً على خصوبة الرجال
النتائج كشفت أن الرجال الذين يدخنون الحشيش بانتظام يعانون من تدهور ملحوظ في جودة السائل المنوي، الأهم من ذلك أن تلف الحمض النووي في خلاياهم المنوية كان مشابهاً للمجموعة المصابة بـ العقم، بل وأعلى منها في بعض الحالات.
وقال الدكتور خورخي هالاك المؤلف المشارك في الدراسة، في تصريح لموقع Medpage Today: "بشكل عام كانت جودة السائل المنوي لدى مجموعة مستخدمي الماريجوانا مماثلة لتلك الموجودة لدى الرجال المصابين بالعقم مع استثناء مهم، هو أن الضرر في الحمض النووي ومستويات الإجهاد التأكسدي (ROS) كانت أعلى من تلك الموجودة لدى المصابين بالعقم".
أظهرت الدراسة أن مدخني الحشيش يعانون من انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وازدياد نسبة الحيوانات المنوية بطيئة الحركة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الخلايا غير الطبيعية من حيث الشكل أو الحجم.
دراسة أخرى نُشرت العام الماضي في Taylor & Francis Online دعمت هذه النتائج، إذ أشار الدكتور سكوت كولينز؛ أستاذ علم النفس والعلوم السلوكية، إلى أن الماريجوانا تؤثر على التركيب الجيني للحيوانات المنوية.
الماريجوانا تؤثر على التركيب الجيني للحيوانات المنوية
وقال: "ما وجدناه هو أن استخدام القنب يؤثر بالفعل على صحة الرجل الإنجابية؛ إذ أن هناك تأثير حقيقي على الملف الجيني في الحيوانات المنوية نتيجة استخدام الحشيش".
وأشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات الجينية حتى وإن كانت طفيفة يمكن أن تنتقل إلى الأبناء، وبينما لم تتضح بعد الآثار المحددة التي قد تنتج عن هذه الطفرات، إلا أن الأدلة الحالية تدفع إلى التوصية بالابتعاد عن المخدرات الترفيهية خلال فترة محاولة الإنجاب.
استخدام القنب يؤثر على صحة الرجل الإنجابية
وبالنسبة للرجال الذين يعانون أصلاً من ضعف الخصوبة قد يتفاقم الوضع سوءاً بفعل الحشيش، إذ تشير دراسة أجريت في عام 2018 إلى أن تدخين الماريجوانا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إضافي في عدد الحيوانات المنوية بنسبة تصل إلى 40%.
ورغم أن الماريجوانا تحظى بقبول اجتماعي متزايد، فإن نتائج هذه الدراسات تسلط الضوء على تأثيرها العميق على الخصوبة لأولئك الذين يخططون للإنجاب قد يكون الابتعاد عنها خطوة ضرورية لحماية صحتهم الإنجابية.