لطالما اعتُبرت القراصيا (البرقوق المجفف) علاجاً منزلياً تقليدياً للإمساك، والآن تقدم دراسة حديثة دعماً علمياً إضافياً لهذه الفكرة.
أظهرت دراسة قُدمت في مؤتمر خاص بأمراض الجهاز الهضمي في مايو 2025، أن تناول نحو 85 جراماً (حوالي 3 أونصات) يومياً من الفاكهة المجففة مثل القراصيا والزبيب والمشمش المجفف لمدة شهر يؤدي إلى تحسن واضح في وتيرة ووزن البراز لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، مقارنةً بمن تناولوا شراباً وهمياً لا يحتوي على ألياف أو سوربيتول.
القراصيا (البرقوق المجفف) لعلاج الإمساك
الإمساك المزمن حالة شائعة تصيب ما بين 9% و20% من الأمريكيين وغالباً ما تسبب معاناة جسدية ونفسية، ورغم شيوع النصيحة القديمة بأن "القراصيا تساعدك على الإخراج" فإن الأدلة العلمية ظلت محدودة.
قال الدكتور سيمون ستينسون؛ الباحث المشارك في الدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في قسم علوم التغذية في King’s College London: "لطالما سمعنا أن القراصيا مفيدة للإخراج لكن لم تُجرَ سوى عدد قليل من التجارب لاختبار ذلك، وغالبية هذه الأبحاث لم تشمل مرضى الإمساك المزمن".
هدفت الدراسة إلى سد هذه الفجوة كما حاولت استكشاف دور الألياف والسوربيتول وهو سكر طبيعي موجود في الفاكهة وغالبًا ما يُستخدم كمُحلٍ في الحلوى والعلكة، في تحسين حركة الأمعاء.
شملت الدراسة 150 مشاركًا تم تشخيصهم بالإمساك المزمن وكانت حركات أمعائهم أقل من سبع مرات أسبوعياً مع براز صلب أو متكتل على الأقل 25% من الوقت.
علاج الإمساك المزمن
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات:
الأولى تناولت يومياً 3 أونصات من الفواكه المجففة الغنية بالألياف والسوربيتول
الثانية تناولت عصيرًا من نفس الفواكه بمحتوى مشابه من السعرات والسوربيتول
الثالثة تناولت شرابًا وهميًا يحاكي النكهة لكنه خالٍ من الألياف والسوربيتول
بعد أربعة أسابيع، سجّلت المجموعة الأولى زيادة في وزن البراز بمتوسط 21 جراماً يومياً مقارنة بـ1.6 جرام فقط في مجموعة الدواء الوهمي فيما لم تُظهر مجموعة العصير تحسنًا يُذكر في هذا الجانب.
وقالت الدكتورة ليندا نجوين؛ رئيسة عيادة مركز Stanford Digestive Health Center، لمجلة Health إن زيادة وزن البراز تعني غالبًا تحسن حركة الأمعاء لدى المصابين بالإمساك، مصيفة أن المشاركين في مجموعتي الفاكهة المجففة والعصير شهدوا زيادة بمعدل 1.3 حركة أمعاء مكتملة وعفوية أسبوعياً مقارنة بمن تناولوا الشراب الوهمي دون الحاجة لاستخدام ملينات أو إجراءات يدوية.
وأظهرت مجموعة الفاكهة المجففة تحسنًا ملحوظًا في جودة الحياة دون آثار جانبية مهمة على عكس مجموعة العصير التي عانت من زيادة في الغازات المعوية، ما يُرجّح أنه ناتج عن محتوى السكر العالي في العصير.
أوضح الخبراء أن مدة الدراسة القصيرة لا تسمح باستنتاج تأثير طويل الأمد للفواكه المجففة أو عصيرها، كما أن الدراسة لم تُحدد أي نوع من الفواكه المجففة كان الأكثر فاعلية.
لماذا تساعد الفواكه المجففة في علاج الإمساك؟
يُعتقد أن الألياف والسوربيتول يلعبان دوراً أساسياً في هذا التأثير إذ يعمل السوربيتول على سحب الماء إلى الأمعاء، ما يسهل تمرير البراز بينما تمتص الألياف الماء وتزيد من حجم البراز، ويعزز حركة الأمعاء.
أشار الدكتور كارل كوك؛ أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في Kaiser Permanente، إلى أن الدراسة تؤكد أهمية تناول الألياف من مصادر متنوعة مثل التوت الأسود، الأفوكادو، الخضراوات الورقية، البطاطا الحلوة، مضيفاً أن العصير غالباً ما يخلو من الألياف، وأن محتواه العالي من السكر يجعله خياراً أقل صحة لا سيما في ظل مساهمته المحتملة في وباء السمنة.