في حين يرتبط فقدان الوزن غالباً بممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي، تشير دراسات حديثة إلى أن الشعور بالبرد يمكن أن يساهم أيضاً في زيادة معدل حرق السعرات الحرارية، سواء عبر الرجفان أو من خلال عمليات التوليد الحراري غير المرتبطة بالرجفان حيث يعمل الجسم في الطقس البارد على إنتاج مزيد من الحرارة، ما يحفّز عملية الأيض ويحرق مزيداً من الطاقة.
كيف يحفّز البرد عملية حرق الدهون؟
يُعرف العلاج بالتبريد باستخدام درجات حرارة منخفضة جداً على الجسم لفترات قصيرة تتراوح من دقيقة إلى ثلاث دقائق سواء في موضع واحد أو على كامل الجسم، وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2020 أن 20 جلسة كاملة من العلاج بالتبريد قد تساعد في تقليل دهون البطن لدى النساء بعد انقطاع الطمث ممن يتمتعن بمستوى نشاط بدني منخفض إلى متوسط.
الدهون البيضاء التي تتراكم في مناطق مثل البطن والأرداف والفخذين تُعد صعبة في التخلص منها على عكس الدهون البنية التي تستهلك الطاقة لإنتاج الحرارة، وتقل كميات الدهون البنية مع التقدم في العمر إلا أن التعرض للبرد قد يساعد على تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنية نشطة تساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
عندما تنخفض درجة حرارة الجسم عن 36.5 درجة مئوية، يبدأ الجسم بالرَّجفان كرد فعل طبيعي لتوليد الحرارة، حيث يمكن لهذه الآلية أن ترفع معدل الأيض إلى خمسة أضعاف قيمته الطبيعية، كما تحفز إفراز هرمونات تعمل على تنشيط النسيج الدهني البني (Brown Adipose Tissue) لزيادة إنتاج الطاقة والحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية.
يعتمد عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم عند التعرض للبرد على عدة عوامل منها درجة حرارة الهواء ومدة التعرض وتكوين الجسم ونوعية الملابس والتغذية، حيث يمكن أن تساهم التغذية السليمة في تعزيز الاستجابة الحرارية.
كم عدد السعرات التي يمكن حرقها بالبرد؟
تشير الأبحاث إلى أن التمارين في الهواء الطلق خلال الطقس البارد قد تعزز المناعة وتساعد الجسم على إنتاج فيتامين D، ومع ذلك فإن التعرض للبرد يتطلب اتخاذ احتياطات للوقاية من الإصابات مثل لسعة الصقيع بحسب "Very Well Health".
الحمامات الباردة بعد التمارين تحظى باهتمام متزايد رغم عدم حسم نتائج الأبحاث حول فاعليتها، ومن الفوائد المحتملة لها تقليل الالتهابات وتحسين المزاج والنوم وتعزيز المناعة إلا أن الغمر في الماء البارد قد يؤدي إلى مضاعفات مثل اضطرابات القلب أو صدمة البرد أو فقدان السيطرة العضلية أو حتى تلف الأعصاب.
الحمامات الباردة تقلل الالتهابات وتحسين المزاج والنوم
قد لا تكون حمامات الثلج مناسبة للأطفال والمراهقين أو كبار السن أو من يعانون من أمراض القلب أو عدم تحمل البرودة، ويُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل بدء أي نوع من العلاج بالتعرض للبرد.
لتحقيق أقصى فائدة، يُنصح بتناول الكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية والحفاظ على الترطيب وارتداء ملابس مناسبة وقابلة للتغيير، كما يمكن اختيار أنشطة شتوية نشطة مثل التزلج أو التزحلق على الجليد أو المشي السريع، ومن المهم عدم البقاء في الماء البارد أكثر من 10 إلى 15 دقيقة والابتعاد عن التنقل المباشر من الماء البارد إلى الساخن لتجنب الدوار أو الإغماء.