بين الوراثة والجينات.. الأسباب العلمية الحقيقية للإصابة بالمهق

تخيل عالماً يولد فيه شخص كل 20 ألف شخص بلون بشرة وشعر وعينين فاتحين بشكل لافت، هذا ليس خيالاً، بل واقع الملايين حول العالم المصابين بـ المهق، ولكن ما القصة العلمية وراء هذه الحالة؟ ولماذا يحدث هذا الاختلاف الجيني المميز؟

لطالما حير المهق العلماء والمجتمعات عبر العصور، بينما كشفت الأبحاث الحديثة أن السبب الحقيقي يعود إلى خلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج الميلانين، تلك الصبغة السحرية التي تمنحنا ألوان بشرتنا وشعرنا وعيوننا.

وفي السطور التالية تستعرض الأسباب الحقيقية للإصابة بالمهق، بعيداً عن أي خرافات وشائعات، من خلال تحليل شامل للآليات الوراثية التي تؤدي إلى هذه الحالة، تزامناً مع اليوم الدولي للتوعية بالمهق.

لمرضى المهق.. 6 نصائح طبية ضرورية للوقاية من أورام الجلدأسباب الإصابة بالمهق

ماهو المهق؟

المهق هو حالة وراثية نادرة تتميز بنقص كامل أو جزئي في صبغة الميلانين، وهي الصبغة المسؤولة عن لون الجلد والشعر والعينين، يؤثر هذا النقص الصبغي على الأفراد في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن عرقهم أو أصلهم الإثني، ويترتب عليه مجموعة من التحديات الصحية والاجتماعية التي تستدعي فهماً عميقاً لأسبابها وآثارها.

ما أسباب الإصابة بالمهق؟

-المهق والتاريخ العائلي

يُعد المهق من الأمراض الوراثية في المقام الأول، لذا فإن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمهق، قد يزيد من خطر الإصابة به، ولا يوجد علاج حتى الآن، يساعد على الشفاء من هذا المرض، حسب الموقع الرسمي لـDr. Agarwal's Eye Hospital.

-المهق والوراثة الجينية

قد تحدث الإصابة بالمهق عن طريق الوراثة الجسمية المتنحية، وتعني أن يحمل كلا الوالدين، أي الأب والأم جيناً متحوراً، يؤدي إلى ولادة طفل أو طفلة بالمهق، فيما عدا ذلك لا تحدث الإصابة بالوراثة الجينية.

المهق مرض وراثي الإصابة بالمهق تحدث عن طريق الوراثة الجسمية المتنحية

-المهق ونقص التصبغ

نقص التصبغ من الأسباب الشائعة، التي تؤدي إلى الإصابة بالمهق، نتيجة انخفاض أو غياب صبغة الميلانين، التي تنتجها خلايا الجسم، لذا فإن فقدانها يظهر بصورة واضحة، على الجلد والشعر والعينين، وبالتالي يُصبح لون البشرة شاحب جدًا، ويتحول لون الشعر إلى أبيض أو فاتح اللون، وعيون فاتحة اللون مع ضعف شديد في البصر.

-الخلفية العرقية والمهق

يمكن أن يحدث المهق بسبب الخلفية العرقية، وهي مجموعة من الأشخاص لديهم صفات مشتركة، سواء في اللغة أو الثقافة أو العادات والتقاليد وغير ذلك، وتزداد احتمالية حدوثه لدى الأفراد من جميع الخلفيات العرقية، ولا يرتبط بمجموعات عرقية محددة.

هل ترتبط الإصابة بالمهق بأي عوامل بيئية؟

لا ترتبط الإصابة بالمهق بأي عوامل بيئية، أو بإتباع نمط حياة قاسي، أو تغيير نظام الجسم، كما يُشاع لدى البعض، فهو كلام غير علمي تماماً، لأن المهق مرض وراثي في المقام الأول، يحدث نتيجة خلل في جينات معينة، أو حدوث طفرة جينية، وليس للبيئة أي تدخل في الإصابة بهذا النوع من المرض.

مرض المهق الوراثيهل ترتبط الإصابة بالمهق بأي عوامل بيئية؟

هل يوجد علاج نهائي من مرض المهق؟

إلى الآن، لا يوجد علاج نهائي للمهق، إلا أن اتباع بعض الإجراءات الوقائية يمكن أن يساعد في التعايش مع الحالة بشكل آمن، حيث يُنصح بإجراء فحوصات دورية للعين، والاهتمام بصحة الجسم العامة، لتجنب المضاعفات المحتملة، كما تعد إدارة ضعف البصر (إحدى السمات الشائعة للمهق) أمراً ضرورياً لتحسين جودة الحياة.