العلاج المركب يقلل خطر عودة أورام القولون غير الحميدة

كشفت دراسة حديثة عُرضت خلال الاجتماع السنوي لجمعية الأورام السريرية الأمريكية (ASCO) لعام 2025، أن الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج المناعي بعد الجراحة يمكن أن يخفض من خطر تكرار الإصابة بالأورام والوفاة بنسبة 50% لدى المصابين بـ أورام القولون غير الحميدة من المرحلة الثالثة من النوع المعروف باختلال إصلاح عدم التطابق الجيني (dMMR).العلاج الكيميائيالعلاج الكيميائي

ويُعد هذا النوع من أورام القولون ناتجاً عن طفرات جينية تؤثر على عملية إصلاح الأخطاء في الحمض النووي، ويشكّل ما بين 5% إلى 15% من حالات أورام القولون والمستقيم.

عبء عالمي متزايد

في عام 2020 وحده شُخّص أكثر من 1.9 مليون شخص حول العالم بأورام القولون والمستقيم ما يجعلها ثالث أكثر الأورام غير الحميدة شيوعاً عالمياً، ورغم تنوع خيارات العلاج مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي والمناعي إلا أن الاستجابة تختلف باختلاف الخصائص الجينية للورم.

دراسة سريرية واعدة

أجريت الدراسة على 712 مريضاً بمتوسط عمر بلغ 64 عامًا جميعهم خضعوا لجراحة استئصال أورام القولون غير الحميدة في المرحلة الثالثة مع بقاء خلايا الورم في العقد الليمفاوية، تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: الأولى تلقت العلاج الكيميائي التقليدي mFOLFOX6 والثانية تلقت نفس العلاج مضافاً إليه عقار atezolizumab وهو دواء مناعي يستهدف بروتين PD-L1 الموجود على خلايا الورم ويمنعها من التخفي عن جهاز المناعة.

تقليل خطر تكرار الورم والوفاة

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا العلاج المزدوج انخفض لديهم خطر تكرار الورم والوفاة بنسبة 50% مقارنة بمن تلقوا العلاج الكيميائي فقط فيما يُعرف بمعدل "البقاء على قيد الحياة دون مرض" (DFS).

قال الدكتور فرانك سينيكروب، أخصائي الأورام في Mayo Clinic بولاية مينيسوتا والمؤلف الرئيسي للدراسة: "نتائج هذه الدراسة تمثل تقدماً كبيراً في علاج أورام القولون غير الحميدة من النوع dMMR ومن المتوقع أن تُغيّر نهجنا العلاجي لهذه الفئة من المرضى".

آراء الخبراء: خطوة نحو المستقبل

في تصريح لموقع Medical News Today، وصف الدكتور جلين إس. باركر، نائب رئيس قسم الجراحة ورئيس جراحة القولون والمستقيم في Hackensack Meridian Jersey Shore University Medical Center، النتائج بأنها تبعث على الأمل، مشيراً إلى أن أورام القولون من نوع dMMR لها بيولوجيا مختلفة تؤثر على استجابتها للعلاج.

وأضاف: "رغم أن هذه الفئة من المرضى تتمتع بتوقعات أفضل للبقاء إلا أن عودة الورم لا تزال تحدث وتبقى الخيارات العلاجية غير مثالية، أما العلاجات المناعية مثل atezolizumab فبإمكانها استهداف الخلل الجيني بشكل دقيق وتقليل خطر عودة الورم".

نحو علاج شخصي أكثر دقة

أشاد الدكتور وائل حرب، اختصاصي أمراض الدم والأورام في MemorialCare Cancer Institute، بنتائج الدراسة، واصفًا إياها بـ"الخطوة الكبرى إلى الأمام".

وقال: "أورام القولون من أكثر الأورام غير الحميدة شيوعاً وخطورة عالمياً ومرضى المرحلة الثالثة يواجهون خطراً حقيقياً في تكرار الإصابة حتى بعد الجراحة، أما بالنسبة للمصابين بأورام dMMR فإن العلاج المناعي يُعد خياراً واعداً".العلاج المناعيالعلاج المناعي

وأضاف: "الدمج بين العلاج الكيميائي والدواء المناعي atezolizumab قلل من خطر تكرار الورم والوفاة بنسبة 50% وهذه نتائج قد تُحدث تحولاً في أسلوب علاج أورام القولون غير الحميدة".