أشارت دراسة حديثة نُشرت في "The American Journal of Clinical Nutrition" إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويدات مثل الشاي الأسود والتوت والحمضيات والتفاح قد يقلل من خطر التقدم في السن بشكل غير صحي، بما في ذلك الإصابة بالضعف الجسدي وتدهور الوظائف البدنية وتدهور الصحة النفسية.
أوضحت الباحثة نيكولا بوندونو، من جامعة إديث كوان في أستراليا، إن الدراسة تستند إلى أبحاث سابقة تربط بين ارتفاع استهلاك الفلافونويدات وانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والخرف.
ارتفاع استهلاك الفلافونويدات يخفض من خطر الإصابة بأمراض مزمنة
استند الباحثون إلى بيانات من دراستين طويلتين: Nurses’ Health Study (NHS) وHealth Professionals Follow-Up Study (HPFS)، شملت العينة أكثر من 62,000 امرأة و23,000 رجل تتراوح أعمارهم فوق الستين عاماً، تم تتبع استهلاك المشاركين لأطعمة غنية بالفلافونويد على مدار عقود مثل الشاي والتفاح والحمضيات والتوت والنبيذ الأحمر وتم تطوير مقياس يُعرف بـ flavodiet score لتقييم استهلاكهم.
أظهرت النتائج أن النساء ذوات أعلى درجات flavodiet كن أقل عرضة بنسبة 15% للضعف الجسدي و12% لتراجع الوظائف البدنية و12% لتدهور الصحة النفسية مقارنة بمن تناولن أقل كميات من الفلافونويد.
أما لدى الرجال، فرغم وجود روابط أضعف إلا أن من كانت درجاتهم في flavodiet مرتفعة أظهروا أيضاً تحسناً في الصحة النفسية، حيث إن الفروقات بين الجنسين قد تعود لاختلاف مدة المتابعة لا لفروقات بيولوجية حقيقية.
ورغم النتائج المشجعة، يشير الجراح وخبير طول العمر الدكتور دارشان شاه إلى أن الدراسة رصدية ما يعني أنها تُظهر علاقة فقط دون إثبات للسببية، لافتاً إلى احتمال وجود عوامل أخرى مثل النشاط البدني تلعب دوراً في هذه النتائج، وأن الاعتماد على الاستبيانات الغذائية الذاتية قد يحد من دقة البيانات.
تُعرف الفلافونويدات بخصائصها المضادة للأكسدة وتساعد في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي ودعم صحة الأوعية الدموية وربما الحفاظ على الكتلة العضلية، بحسب اختصاصية التغذية كاثرين بايبر، وتساهم أيضاً في تعزيز autophagy، وهي عملية طبيعية للتخلص من الخلايا التالفة وإفساح المجال لأخرى جديدة، ما يعزز تجدد الخلايا وصحة الجسم والعقل مع التقدم في العمر.
الفلافونويدات تساعد في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي
يُشجع خبراء التغذية على دمج الفلافونويدات في النظام الغذائي اليومي، مؤكدين على أهمية البدء المبكر في منتصف العمر أو قبله للحفاظ على تأثيرات الفلافونويد الوقائية مع مرور الزمن، وتوصي بخطوات بسيطة منها:
بدء اليوم بفنجان شاي أخضر
تناول عصير يحتوي على التوت
وجبة فطور مع عصير طبيعي 100%
تناول تفاحة مع زبدة الفول السوداني
التمتع بشوكولاتة داكنة
استخدام أعشاب مثل البقدونس والأوريجانو