في الآونة الأخيرة بدأت تنتشر موضة جديدة في عالم الصحة واللياقة ترتبط بارتداء عدسات ملونة أو نظارات تحجب الضوء الأزرق طوال اليوم سواء داخل المنزل أو خارجه، هذه العدسات، التي تُستخدم غالبًا تحت عنوان "البيوهاكينغ" أو التحسين البيولوجي الذاتي، أصبحت أكثر من مجرد أداة بصرية بل تُسوّق اليوم كوسيلة لتحسين جودة النوم والطاقة والمزاج وحتى الأداء العقلي.
من أبرز من تبنوا هذه الظاهرة عالم الأعصاب الشهير أندرو هوبرمان، الذي تعاون مع شركة ROKA لإطلاق خط خاص من العدسات، في المقابل، أسس رائد "البيوهاكينغ" ديف أسبري علامته التجارية TrueDark، التي تقدم نظارات ملونة لاستخدامات متعددة على مدار اليوم، كذلك دخلت علامات تجارية كبرى مثل WHOOP السوق بتصاميم جذابة ومتنوعة.
العدسات الملونة لم تعد حكراً على الرياضيين أو نجوم التكنولوجيا بل أصبحنا نراها على وجوه مشاهير مثل لاعب كرة القدم إرلينغ هالاند، لكن يبقى السؤال: هل لهذه العدسات فائدة صحية حقيقية أم أنها مجرد موضة مكلفة لا أكثر؟
ارتداء إرلينغ هالاند العدسات الملونة
بحسب الدكتور راج ماتوري، المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون(AAO) وطبيب عيون في معهد ميدويست للعيون، فإن تقليل التعرض للضوء الأزرق في المساء يساعد الجسم على تنظيم الساعة البيولوجية وتحفيز إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، وهذا بدوره يساهم في تحسين جودة النوم.
وينصح الخبراء بإطفاء أو تعتيم الأضواء الصناعية وتشغيل "الوضع الليلي" على الشاشات قبل النوم بساعتين إلى ثلاث كبديل أبسط وأرخص من العدسات الملوّنة، فلا ضرورة لدفع الكثير من الأموال إن كنت تستطيع الحصول على نفس التأثير مجاناً.
يرى الدكتور أندرو ماكهيل، الباحث في جامعة العلوم الصحية بولاية أوريغون، أن ارتداء العدسات الملونة في النهار يمكن أن يكون ضاراً في بعض الحالات، مؤكداً أن ضوء الشمس الطبيعي في النهار ضروري لتحفيز الدماغ وإبقاء الجسم في حالة يقظة، التعرض الكافي للضوء الطبيعي يحسّن من جودة النوم ويقلل من أعراض الاكتئاب ويزيد من مستويات الطاقة والانتباه.
وتشير دراسة شملت أكثر من 88 ألف شخص إلى أن التعرض الجيد للضوء خلال النهار يقلل من خطر الوفاة لأي سبب.
لا يوجد دليل علمي قوي يربط بين الضوء الأزرق من الشاشات في النهار ومشاكل صحية مزمنة، بل على العكس بعض الدراسات –منها دراسات أجرتها مايو كلينك– تشير إلى أن التعرض المعتدل للضوء الأزرق قد يُعزز من التركيز والانتباه والأداء المعرفي.
ولكن من المعروف أن الجلوس الطويل أمام الشاشات يسبب إجهاد العين الرقمي، لذلك يُفضل أخذ فترات راحة منتظمة كل 20 دقيقة والنظر إلى مسافات بعيدة لتقليل الضغط على العين، وتبقى النصيحة الذهبية: "تذكّر أن ترمش!" لأن الرمش المتكرر يرطّب العين ويمنع جفافها.
الجلوس الطويل أمام الشاشات يسبب إجهاد العين الرقمي
ليست كل الفئات تستفيد من العدسات الملونة لكن الأشخاص الحساسين للضوء مثل مرضى الصداع النصفي أو المصابين بجفاف العين قد يجدون فيها راحة حقيقية، فقد أثبتت العدسات الوردية المعروفة باسم FL-41 فاعلية في تقليل أعراض الصداع النصفي والتقلبات البصرية.
وتُظهر أبحاث أن هذه العدسات يمكن أن تقلل من فرط النشاط في مراكز الرؤية بالدماغ ما يجعلها مفيدة لمن يعاني من رهاب الضوء أو أعراض عصبية مزمنة.
• العدسات الوردية (FL-41): مناسبة للصداع النصفي وجفاف العين وحالات ما بعد الإصابة الدماغية.
• العدسات البرتقالية: مثالية للمساء للحد من الضوء الأزرق وتحفيز النوم.
• العدسات الداكنة: يجب تجنبها أثناء التنقل بسبب احتمالية إعاقة الرؤية أو تمييز الألوان.