عندما يصاب الطفل بـ الحمى أو السعال أو التقيؤ يشعر كثير من الآباء بالقلق، لكن وفقاً لأطباء الأطفال فإن معظم الحالات التي تبدو مقلقة تكون في الواقع شائعة ولا تتطلب زيارة الطبيب فوراً، الحمى الخفيفة مثل 38.5 درجة مئوية لدى الأطفال الأكبر من 3 أشهر أو السعال المصاحب لنزلة برد أو التقيؤ لمرة واحدة بسبب اضطراب بسيط في المعدة كلها أعراض لا تستدعي الذهاب إلى الطوارئ عادةً.الحمى أو السعال عند الأطفال
تقول الدكتورة إليزابيث موراي؛ أخصائية طب الأطفال في Rochester، إن أحد أهم المؤشرات التي يجب الانتباه لها هو مدى تغير سلوك الطفل وليس فقط درجة حرارته، فإذا كان الطفل لا يزال نشطاً ويأكل بشكل جيد رغم الحمى فغالباً لا يوجد ما يدعو للقلق.
تشير الإرشادات الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أنه ينبغي الاتصال بالطبيب فوراً إذا ارتفعت حرارة الطفل دون سن 3 أشهر إلى 38 درجة مئوية أو أكثر أو إذا استمرت الحمى لأكثر من 24 ساعة لدى طفل أقل من عامين أو لأكثر من 72 ساعة لدى الأطفال الأكبر سناً، كما يُنصح بمراجعة الطبيب إذا كانت الحمى مصحوبة بأعراض أخرى مثل الطفح الجلدي أو صعوبة في التنفس أو النعاس الشديد.
تؤكد دراسة نُشرت في مجلة "Pediatrics" أن السعال المصاحب لنزلات البرد قد يستمر حتى أسبوعين لدى الأطفال وغالباً لا يكون مدعاة للقلق، لكن إذا لاحظ الوالدان أن الطفل يتنفس بصعوبة أو يُصدر صوت "صفير" عند التنفس أو لا يتمكن من النوم أو الأكل بسبب السعال فإن مراجعة الطبيب ضرورية.
رغم أن التقيؤ أو الإسهال شائعان لدى الأطفال بسبب الفيروسات فإن تكرار التقيؤ أو الإسهال قد يؤدي إلى الجفاف، ما يشكل خطراً حقيقياً، لذا توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمراقبة علامات الجفاف مثل جفاف الفم وقلة التبول والبكاء دون دموع، وتشير دراسة نُشرت في مجلة The Journal of Pediatrics إلى أن الجفاف قد يحدث سريعاً لدى الرضع بسبب صغر حجم أجسامهم ويجب عندها طلب المساعدة الطبية.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تشمل العلامات التحذيرية التي يجب على الوالدين الانتباه لها: تغير مفاجئ في سلوك الطفل (مثل النوم المفرط أو التهيج الشديد)، ألم مستمر في الأذن أو البطن، شحوب أو ازرقاق الشفاه، تيبس الرقبة، أو الطفح الجلدي الذي لا يختفي عند الضغط عليه، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم الانتظار عند ظهور هذه الأعراض بل طلب الرعاية فوراً.الثقة بالحدس الأبوي
تقول الدكتورة كاثرين ويليامسون؛ المتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن على الآباء ألا يترددوا في الاتصال بطبيب الأطفال إذا شعروا أن هناك أمراً غير طبيعي حتى لو لم تتطابق الأعراض مع القوائم الطبية، مضيفة "إذا شعرت أن طفلك ليس على ما يرام، استمع إلى حدسك".
تشدد الإرشادات الحديثة على أهمية التوازن بين مراقبة الأعراض بهدوء والثقة بحدس الوالدين وعلى أن يكون التواصل مع طبيب الأطفال مستمراً حتى عبر المكالمات الهاتفية لتفادي أي مضاعفات محتملة.