عدوى المستشفيات هي حالة لا تحدث دائماً لكنها قد تحدث لبعض المرضى الذين ترددوا على دور الرعاية الصحية، حيث يمكن أن يتفاجأ المريض بالتقاط عدوى جديدة بخلاف الحالة المرضية التي على إثرها دخل إلى المستشفى، فكيف يحدث ذلك؟
نتيجة ضعف الجهاز المناعي للمريض الذي دخل إلى المستشفى يمكن للكائنات الحية الدقيقة الموجودة بالداخل وعدم النظافة أن يؤديان إلى الإصابة بعدوى مكتسبة يُطلق عليها "عدوى المستشفى أو العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية".
المستشفيات بيئة مزدحمة مليئة بالمرضى الذين يصابون بالعدوى أثناء الإقامة بالمستشفى أو عند دخولهم لمرافق صحية أخرى؛ ما يعني أنهم لم يكونوا مصابين بالعدوى عند وصولهم بل اكتسبوها أثناء تواجدهم للعلاج، حسبما نقل موقع "HealthShots" عن أخصائي الطب الباطني د. سوشيسميثا راجامانيا.
وخلال رحلة التعافي التي من المفترض أن تحدث بعد الإصابة بمشكلة صحية ما، فإن التحديات تتضاعف نتيجة اكتساب عدوى جديدة، والتي تتراوح شدتها بين خفيفة إلى مهددة للحياة.
كما تختلف أعراض العدوى المكتسبة من المستشفيات حسب نوعها والمنطقة المصابة بالجسم، لكن الأكثر شيوعاً منها التهاب المسالك البولية، والتهاب الجرح في حالة الخضوع لعملية جراحية، إضافةً إلى التهاب المعدة والأمعاء، والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي.
تنتشر البكتيريا والفيروسات والفطريات ومسببات الأمراض الأخرى في الرعاية الصحية؛ نتيجة القرب الشديد بين المرضى أو تلوث المعدات أو بسبب العاملين في مجال الرعاية الصحية.
أغلب المرضى داخل المستشفيات يعانون من ضعف الجهاز المناعي بسبب المرض أو العلاج الطبي ما يساهم في الإصابة بالعدوى بسهولة.
الإجراءات الجراحية التي يقوم بها الأطباء للمرضى بالعمليات الجراحية، مثل إدخال القسطرة وغيرها من الأدوات قد تخلق فرصاً لدخول العدوى إلى الجسم.
استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب أو الحصول عليها بكميات كبيرة له دور في ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات، وهذا يسبب صعوبة في علاج العدوى.
سواء كان العاملون بالمستشفى لا يهتمون بنظافتهم أو نظافة الأماكن والمعدات من خلال التنظيف والتطهير، فكل هذا يساهم في انتشار العدوى.
عدوى المستشفيات
بعض الفئات أكثر عُرضة عن غيرهم للإصابة بعدوى المستشفيات، وبهذا تطول رحلة علاجهم وتعافيهم وهم:
1-الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ك مرضى السرطان الخاضعين للعلاج الكيميائي أو الذين يخضعون لزراعة عضو.
2-في حالة تركيب القسطرة في الرعاية الحرجة فالبكتيريا الموجودة في القسطرة الوريدية المركزية تؤدي إلى عدوى مجرى الدم.
3-كما أن كبار السن أو مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري والانسداد الرئوي المزمن يمكنهم التعرض للعدوى بسهولة.
4-في حالة خضوع المريض لجراحة تتضمن شقوق في الجسد أو إدخال أجهزة طبية فإنه مُعرض بشكل كبير للعدوى ونفس الشيء ينطبق على مرضى العناية المركزة.
في حالة التهاب المسالك البولية، فيجب إزالة القسطرة بالطرق الصحيحة وترطيب الجسم من خلال شرب الماء ودخول المرحاض على فترات منتظمة.
أما للوقاية من التهاب الجرح، فلابد من الحفاظ على تعقيم الأدوات وإزالة الغرز والدبابيس في الوقت المناسب، وعلى مرضى الالتهاب الرئوي رفع رأسهم على السرير والحفاظ على نظافة الفم.
ويمكن إيقاف العدوى بشكل أكبر عن طريق عزل المرضى المصابين، والاهتمام بالتنظيف وإبعاد المرضى الجدد عن أماكن العدوى حتى لا تزداد أعداد الإصابات.