تدهور القطاع الصحي في غزة نتيجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بات يهدد حياة الجميع؛ حيث أدى عدم توافر المستلزمات الطبية اللازمة للحد الأدنى من الرعاية الصحية، واكتظاظ المخيمات بالنازحين، إلى جعلها بيئة مثالية للأمراض المعدية، التي جاء في مقدمتها التهاب السحايا.
رصدت منظمة الصحة العالمية عدداً من الحالات المصابة بالتهاب السحايا بين النازحين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات الإيواء، الذين ما زالوا يعانون من المرض، وسط مخاوف من زيادة عدد الإصابات الفترة المقبلة، خاصةً بين الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر عُرضةً لهذا المرض؛ بسبب ضعف جهازهم المناعي، حسب "الأمم المتحدة".
يعد التهاب السحايا من الأمراض التي تحدث نتيجة العدوى الفيروسية، لكن يمكن أيضاً أن يحدث بسبب العدوى الفطرية والبكتيرية، وتتحسن بعض الحالات من دون علاج خلال أسابيع، ولكن هل تتشابه هذه الحالة مع التهاب الدماغ؟
وفي السطور التالية تستعرض بوابة "صحة" كل ما تحتاج معرفته عن التهاب السحايا وأعراضه وأسباب الإصابة به والفرق بينه والتهاب الدماغ.
وفقاً لـ"Medicalnewstoday"، يعد التهاب السحايا والتهاب الدماغ من الحالات الالتهابية، لكن النوع الأول هو عدوى والتهاب يصيبان الأغشية المُخاطية التي تحمي الدماغ والحبل الشوكي، أما النوع الثاني فيعني التهاباً في المخ ذاته، ويحدث كل منهما نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو طفيلية، ويتشابهان في بعض الأعراض؛ حيث يؤثران على الجهاز العصبي المركزي؛ ما يتطلب سرعة التشخيص تجنباً للمضاعفات.
توجد العديد من الأعراض التي تظهر على المريض الذي يعاني من التهاب الدماغ، ومنها علامات خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا، تتضمن حمى مفاجئة، وصداعاً، وقيئاً، ومشاكل في الرؤية، وزيادة حساسية الضوء، وآلام الرقبة والظهر، وصعوبة التحدث أو الاستماع، والنعاس، وفقداناً مفاجئاً في الذاكرة، وتدهور الوعي، وتغيرات في الشخصية.
تظهر بعض العلامات على مرضى التهاب السحايا، وتتمثل في حمى شديدة، وأعراض تشبه الإنفلونزا، وهي الأعراض التي تظهر خلال يوم أو يومين، وصداع شديد، إضافةً إلى القيء والغثيان، وحساسية الضوء، ورؤية مزدوجة، وارتباك وعدم تركيز، وصعوبة في الاستيقاظ، والنعاس.
يمكن أن يؤثر التهاب الدماغ والتهاب السحايا على أي شخص، ولكن يتعرض البعض لخطر متزايد للإصابة بأي من الحالتين إذا كان لديهم جهاز مناعة ضعيف، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة.
تشمل الأسباب الشائعة لالتهاب الدماغ في الولايات المتحدة، فيروس الهربس البسيط من النوعين 1 و2، والفيروسات التي تنقلها المفصليات، وهي فيروسات تنتقل من الحيوانات إلى البشر، والفيروسات المعوية التي يمكن أن تنتشر بين الأشخاص عبر الرذاذ المتطاير في الهواء عند السعال أو العطس، وفي بعض الحالات، يمكن أن يتطور التهاب الدماغ نتيجة لحالة المناعة الذاتية.
وبالنسبة إلى التهاب السحايا، تعتمد أسباب الإصابة على نوع العدوى؛ حيث يمكن أن يحدث التهاب السحايا الفيروسي بسبب الفيروسات المعوية، والفيروسات المسببة للجديري المائي، والإنفلونزا، والهربس من النوع الثاني، بجانب فيروس العوز المناعي البشري، وهي عدوى فيروسية تهاجم جهاز المناعة في الجسم، كما يمكن أن يحدث التهاب السحايا البكتيري بسبب الجرثومة العقدية الرئوية. وتسبب هذه النوعية من الجراثيم عادةً الالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى.
وبالإضافة إلى ذلك، تشمل الفطريات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا الفطري، داء المُستخفيات، وهي فطريات تعيش في جميع أنحاء العالم، وداء النوسجات، وهي فطريات تظهر في التربة التي تحتوي على كميات كبيرة من فضلات الطيور أو الخفافيش.