منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي وارتفاع سعر الدولار بالبنوك من 31 جنيهاً إلى 48 جنيهاً، تقدمت العديد من شركات الأدوية بطلب إعادة تسعير بعض الأدوية، حيث زادت الأعباء الملقاة على صناعة الدواء المصرية.
وبناءً على ذلك تحدثت "بوابة صحة" إلى علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، لمعرفة تفاصيل ما يحدث داخل القطاع وكيف سيؤثر ارتفاع الأدوية على المواطن المصري.
قال "عوف" إن الدواء يخضع للتسعير الجبري، وصناعة الدواء لها العديد من المدخلات التي تحتاج إلى تكلفة مالية، حيث يتم استيراد 90% من المنتجات المستخدمة في صناعة الأدوية بالعملة الصعبة، من بينها المواد الخام لعلب الأدوية والورق الخاص بإرشادات الدواء "الروشتة"، موضحاً أن كل هذه التكاليف أصبحت عبئاً على شركات الأدوية، خاصةً وأن القطاع ليس مدعوماً من الدولة.
وتعاني الصيدليات المصرية بالفترة الحالية من نقص أنواع عديدة من الأدوية بعضها يتضمن المضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكر، لكن السؤال الأكثر أهمية الآن هل إذا تمت الموافقة على ارتفاع أسعار الأدوية فهل ستتوافر الأدوية الناقصة بالسوق حالياً؟
موضوعات متعلقة: كيف تختار أفضل علاج للبرد والسعال لأطفالك؟
مواطن يشتري الدواء
أشار رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية في مصر، إلى أنه في الدول خارج مصر لا يمكن للمواطن الحصول على أي دواء من الصيدلية إلا بوجود "روشتة" مكتوب فيها الدواء بالاسم العلمي، لكن كتابة أغلب الأطباء بالعيادات في مصر الاسم التجاري للدواء، واعتياد المرضى على الحصول على الدواء بنفس الاسم المكتوب بـ"الروشتة" خلق أزمة نقص الأدوية في السوق.
وأوضح "عوف" أن كتابة الاسم العلمي للأدوية في "روشتة" المرضى يساهم في الحصول على بدائل متاحة بالفعل في الصيدليات، مضيفاً أن نفس الطبيب الذي يكتب الاسم التجاري للدواء في عيادته هو نفسه الذي يكتب الاسم العلمي للدواء في الروشتة الخاصة بالتأمين الصحي أو وزارة الصحة، وفي كل الأحوال الأدوية وبدائلها بنفس الكفاءة تماماً.
موضوعات متعلقة: ماذا يحدث لجسمك إذا تناولت أدوية منتهية الصلاحية؟
وبشأن المخاوف من عدم قدرة أصحاب الأمراض المزمنة على تحمل تكلفة ارتفاع أسعار الأدوية، أوضح "علي عوف" أن الزيادة في أسعار أدوية الأمراض المزمنة دائماً ما تكون أقل مقارنةً بالأنواع الأخرى، حيث يتم مراعاة المواطنين عند تحريك سعرها.
كما قال: "في حالة زيادة سعر الدواء الخاص بمرضى الأمراض المزمنة، سيتواجد بدائل أخرى بنفس الفعالية لم يتحرك سعرها أو لم يزد بنفس القدر، وذلك بالرجوع إلى الطبيب والصيدلي للحصول على البديل المناسب".
وأكد "عوف" أن الأدوية في مصر آمنة، لكن على الشعب تغيير ثقافة الحصول على الدواء بالاسم التجاري والبحث عن البدائل التي لها نفس الكفاءة، مشيراً إلى أن أي مواطن لا يجد الدواء وبدائله يمكن الاتصال بالأرقام الخاصة بهيئة الدواء المصرية، والخط الساخن لصيدليات الإسعاف حيث يتوافر فيهما جميع الأنواع.