يتميز شهر رمضان المبارك بتغيرات كبيرة في عادات الأكل ونمط الحياة، ما قد يؤدي إلى زيادة انتشار المشكلات الهضمية خاصةً ارتجاع المرىء وحرقة المعدة، وينعكس على ارتفاع نسبة استهلاك أدوية الحموضة خلال هذه الفترة.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة أسباب تزايد الإقبال على أدوية الحموضة خلال شهر رمضان، وكيف يمكن تجنب هذه المشكلة.الوجبات الخفيفة في رمضان
أثناء شهر رمضان يتم استبدال الوجبات الثلاث التقليدية بوجبتين رئيسيتين: الإفطار "وجبة كسر الصيام" والسحور "وجبة ما قبل الفجر"، يمكن أن يكون لتوقيت وتركيبة هذه الوجبات تأثير كبير على صحة الجهاز الهضمي، حسب The New England journal of Medicine.
إذ يستهلك الأفراد بعد فترة صيام طويلة كميات كبيرة من الطعام خلال وقت قصير مما يؤدي إلى تمدد المعدة وزيادة إنتاج حمض المعدة وهو ما قد يسبب ارتجاع المرىء وحرقة المعدة، كما أن وجبات الإفطار التقليدية غالباً تشمل أطباقاً مقلية وحارة وهي معروفة بتأثيرها على استرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء، ما يسهل ارتجاع الحمض إلى المريء.
يرتبط شهر رمضان بزيادة تناول الحلويات والمشروبات المحتوية على الكافيين وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض ارتجاع المريء، حيث أن استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر مثل المعجنات يمكن أن يزيد من إنتاج حمض المعدة مما يسبب الشعور بعدم الراحة، كما يمكن أن تؤدي المشروبات مثل الشاي والقهوة إلى استرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء وتحفيز إفراز الحمض، ما يساهم في حدوث حرقة المعدة.
يمكن أن تؤثر التعديلات في الروتين اليومي خلال شهر رمضان أيضاً على صحة الجهاز الهضمي، وقد يصبح بعض الأفراد أقل نشاطاً خلال ساعات الصيام مما يؤدي إلى بطء عملية الهضم وزيادة احتمالية حدوث ارتجاع المريء، إضافةً إلى تناول الوجبات في وقت متأخر من الليل خاصة قبل السحور والاستلقاء مباشرة بعدها إلى ارتجاع الحمض إلى المريء.
يمكن أن يؤدي تناول كميات محدودة من السوائل خلال ساعات الصيام إلى الجفاف، ما قد يزيد من سماكة الإفرازات الهضمية ويبطئ تفريغ المعدة، ما يزيد من خطر ارتجاع الحمض.
قد يقوم الأفراد الذين يعتمدون على الأدوية بانتظام، بما في ذلك أدوية ارتجاع المريء، بتغيير جدول تناولهم لهذه العلاجات خلال رمضان، ما قد يقلل من فعاليتها ويؤدي إلى زيادة الأعراض.تناول أدوية الحموضة في رمضان
وللحد من هذه المشكلات يوصي خبراء الصحة بتناول وجبات أصغر وأكثر تكراراً، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل، والحد من الحلويات والمشروبات المحتوية على الكافيين، والحفاظ على النشاط البدني المنتظم، وضبط توقيت تناول الأدوية بشكل مناسب، إذ يمكن أن يساعد تنفيذ هذه الاستراتيجيات في تقليل معدل حدوث ارتجاع المريء والاعتماد على أدوية الحموضة خلال شهر رمضان.