تطور جسم الإنسان عبر ملايين السنين ليتكيف مع جاذبية الأرض وغلافها الجوي ومستويات إشعاعها المنخفضة، لكن الإقامة في الفضاء تفرض تحديات فسيولوجية ونفسية كبيرة، خاصةً لفترات طويلة، والتي يجري معهد الأبحاث الانتقالية لصحة الفضاء (TRISH) مشاريع بحثية ودراسات للتعرف عليها.
في السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" التحديات التي تواجه الجسم البشري في الفضاء، والتدابير الوقائية المتاحة.
قلة عمل عظام الجزء السفلي من الجسم تسبب فقدان كثافة العظام
لعدم وجود جاذبية الأرض، فإن عظام الجزء السفلي من الجسم كالساقين والوركين والظهر يقومون بعمل أقل ما يؤدي لفقدان كثافة العظام، وزيادة محتوى المعادن بأماكن أخرى، حيث يمكن أن يزيد الكالسيوم في البول ويصاب الشخص بحصوات الكلى، حسب موقع Bcm.edu.
يعاني رواد الفضاء من انخفاض في كتلة العضلات والقوة والقدرة على التحمل؛ لأنهم لا يحركون أرجلهم وظهرهم كثيراً في الفضاء، وبالتالي تبدأ العضلات في الضعف والانكماش؛ ولهذا يتبع رواد الفضاء بمحطات الفضاء الدولية نظاماً صارماً للتمارين الرياضية.
يستغرق الجسم وقتاً للتكيف مع انعدام الجاذبية، حيث يحتوي الدماغ على دوائر عصبية معقدة تساهم في الحفاظ على توازنك وقدرتك على الرؤية والقدرة على التحرك في جميع الاتجاهات، حيث يتلقى الدماغ ويفسر المعلومات من عينيك، والأعضاء الدهليزية في أذنك الداخلية، والحواس العميقة من عضلاتك ومفاصلك.
لكن بسبب غياب الجاذبية في الفضاء، تحصل الأعضاء الداخلية على معلومات متضاربة مقارنةً بالأرض، ولهذا يعاني بعض رواد الفضاء في أول مرة يسافرون إلى الفضاء من الشعور بالارتباك والغثيان وفقدان الإحساس بالاتجاه، ما يؤدي إلى صعوبة إكمال المهام الأساسية وفقدان وظيفة النشاط الحسي الحركي، حساب موقع Telegrafi.
التعرض لإشعاع عالي الطاقة يسبب تلف الحمض النووي
يوفر كوكب الأرض الغلاف الجوي والحقل المغناطيسي درعاً من الإشعاع الفضائي، لكن يتعرض رواد الفضاء لإشعاع عالي الطاقة يخترق الكون يمكن أن يؤدي لتلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، والتأثيرات التنكسية العصبية، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، وخلل في الجهاز المناعي.