يؤدي فشل القلب إلى تراكم السوائل، خاصةً في الأطراف السفلية والبطن. وتُعرف هذه المشكلة باسم "الوذمة"؛ حيث تتسبب السوائل الزائدة بالجسم في زيادة غير مبررة بالوزن؛ ما يطرح تساؤلاً مهما حول ماهية العلاقة بينهما؟ ولماذا يتأثر كل منهما بالآخر؟
فشل أو قصور القلب يشير إلى ضعف عضلة القلب؛ بحيث لا تتمكن من ضخ ما يكفي من الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة؛ ما يؤدي إلى انخفاض الدورة الدموية، وقلة تدفق الدم عبر الكليتين المسؤولتين عن التخلص من السوائل الزائدة والصوديوم، وتراكم السوائل الزائدة في الجسم وزيادة الوزن.
في حالة تشخيصك بقصور القلب، سينصحك الطبيب بوزن نفسك يومياً؛ لأن زيادة الوزن غير المبررة من أشهر العلامات لفشل القلب وحدوث تراكم السوائل.
أوضحت جمعية القلب الأمريكية، أن زيادة الوزن بمقدار بين 0.9 كجم - 1.36 كجم خلال 24 ساعة، أو على الأقل 2.26 كجم خلال أسبوع، يمكن أن تكون علامة على تفاقم قصور القلب؛ فكل 1 كجم من الوزن الزائد يقابله لتر إضافي من السوائل الزائدة.
أما إذا لاحظت زيادة سريعة في الوزن ولم يتم تشخيص إصابتك بقصور القلب، فأخبر الطبيب بالأمر؛ لأن ذلك مهم في حالة وجود تاريخ بالعائلة من أمراض القلب، إضافةً إلى معاناتك من أعراض أخرى مثل التعب، وضيق التنفس، وتغيير معدل ضربات القلب حتى في أوقات الراحة.
عندما تتراكم السوائل في الجسم، فإنها تضع عبئاً إضافياً على الأعضاء بما في ذلك الكلى والقلب والرئتان، وفي حالة تراكمها في الرئتين تُسمى "الوذمة الرئوية" التي تؤدي إلى ضيق التنفس، وفي الحالات الخطيرة تتطلب علاجاً طبياً فورياً، حسب موقع "Healthline".
تعد الزيادة غير المبررة في الوزن من أعراض تفاقم قصور القلب، إضافة إلى تورم البطن أو الأطراف السفلية، وضيق التنفس، والدوار، والتعب الذي يعجزك عن أداء الأنشطة اليومية، وتغيرات ضغط الدم والارتباك وخفقات القلب أو تسارع ضرباته، وفي حالة تفاقم أو تطور العلامات أو الأعراض، فمن المهم الاتصال بفريق الرعاية الصحية.
لأن زيادة الوزن تصاحب قصور القلب، فعادةً ما تكون ناجمة عن "الوذمة"، فإن أفضل طريقة للتحكم في الوزن هي تقليل السوائل المتراكمة في الجسم، وغالباً ما يوصي الطبيب بمدرات البول التي تساعد على التخلص من السوائل الزائدة والصوديوم.
والبعض يتساءل عن مدى سهولة أو صعوبة فقدان الوزن أثناء الإصابة بقصور القلب؛ فالمشكلة لا تكمن في تراكم السوائل فقط، بل في ظهور أعراض أخرى مثل التعب وضيق التنفس والسعال التي تُصعب فقدان الوزن.
وعند تشخيص المريض بقصور القلب، سيكون بحاجة إلى إعادة تأهيل القلب من خلال برنامج تحت رعاية الأطباء، والمتابعة مع اختصاصي تغذية لتحديد الأنظمة الغذائية الجيدة للقلب، وتحسين جودة الحياة، والالتزام بتناول الأدوية اللازمة في مواعيدها، للسيطرة على عوامل الخطر.