هناك علاقة معقدة بين متلازمة تكيس المبايض والسمنة؛ فهي لا تؤثر في خصوبة المرأة فقط، بل تتسبب أيضاً في ظهور حب الشباب وعدم انتظام دورتها الشهرية، إضافةً إلى زيادة الوزن الذي يصعب فقدانه.
وفي السطور الآتية تستعرض بوابة "صحة" متلازمة تكيس المبايض، وطرق الكشف عن الإصابة بها، ودور أدوية فقدان الوزن في السيطرة على أعراضها.
أعراض تكيس المبايض
عندما تُصاب المرأة بمتلازمة تكيس المبايض، فإنها تعاني من توقف أو عدم انتظام الدورة الشهرية، وظهور حب الشباب وزيادة شعر الوجه، واسمرار الجلد، خاصةً الجزء الخلفي من الرقبة والإبطين وتحت الثديين، وربما يحدث ترقق الشعر وتساقطه، مع زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.كيف أعرف إذا كان لديَّ تكيسات؟
ظهور الأعراض السابق ذكرها، إضافةً إلى صعوبة فقدان الوزن يرشدانك إلى استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق من خلال إجراء عدة فحوصات، وربما يطلب إجراء تصوير مهبلي بالموجات فوق الصوتية للحصول على صورة أفضل للمبيضين والرحم.هل تكيسات المبايض تسبب زيادة الوزن؟
توجد علاقة قوية بين متلازمة تكيس المبايض والسمنة؛ حيث أجرى الباحثون تحليلاً لمراجعة ومقارنة الدراسات المتعلقة بالعلاقة بينهما مع الأخذ في الاعتبار وجود عوامل مثل مقاومة الإنسولين وفرط "الأندروجين" بالدم وتوزيع الدهون في الجسم لدى المصابات وغير المصابات بالسمنة، وكلهن يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
لم تتمكن الدراسات من التأكد تماماً إذا ما كانت متلازمة تكيس المبايض السبب في الإصابة بالسمنة أم العكس، لكن لاحظ الباحثون أن السمنة عامل مهم للتنبؤ بمتلازمة تكيس المبايض، كما أن السمنة يمكن أن تُفاقِم أعراض متلازمة تكيس المبايض عن طريق زيادة مشاكل التمثيل الغذائي واضطرابات في الإنجاب حسب موقع "Touro Scholar".
يُعتبَر فقدان الوزن أثناء الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض أمراً صعباً؛ لأنها تؤدي في الغالب إلى مقاومة الإنسولين الذي يتسبَّب في عدم فاعلية الخلايا الموجودة في العضلات والدهون والكبد لامتصاص الجلوكوز من الدم؛ ما يجعل البنكرياس يضخ المزيد من الإنسولين وبمرور الوقت تزيد مستويات السكر في الدم، ويتطور مرض السكري من النوع 2، إضافةً إلى الإصابة بالالتهاب أيضاً.
علاج السمنة المرتبطة بتكيس المبايض خطوة مهمة؛ فهو يحسن مستويات الإنسولين، ويقلل مستويات الأندروجين، ويحسن الخصوبة؛ حيث تتسبَّب السمنة في جعل المصابات بالمتلازمة أكثر عرضةً لارتفاع ضغط الدم وأمراض والقلب والسكتة الدماغية. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2010 نشرتها مجلة "BMC Medicine"، فإن فقدان ما يتراوح بين 5% و10% من وزن الجسم يُحسِّن أعراض المتلازمة.
متلازمة تكيس المبايض من الحالات التي تُصِيب عدداً كبيراً من النساء، خاصةً المصابات بالسمنة؛ حيث يواجهن عقبات خلال رحلة خسارة الوزن الزائد التي تعد جزءاً من العلاج، لكن بعض أدوية التخسيس يمكنها ضرب عصفورَين بحجر واحد، والمساهمة في السيطرة على التكيسات، ومنها:
الميتفورمين مادة فعَّالة تُوصَف لتنظيم سكر الدم وفقدان الوزن، وهي تساعد على مقاومة الإنسولين وتقليل الأنسجة الدهنية؛ لذا قد يوصي بها الطبيب للمصابات بمتلازمة تكيس المبايض، خاصةً أنهن أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي، لكنه قد يؤدي إلى الغثيان والإسهال وانخفاض الشهية.
إذا كانت المرأة بحاجة إلى فقدان 15–20% من وزنها، يمكن اختيار أدوية السكري التي تنتمي إلى فئة ناهضات الببتيد المشابه للجلوكاجون 1 التي تُسمى "GLP–1"، وتحاكي موادها هرموناً موجوداً في الأمعاء يقلل الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام. ورغم أنها توصف في الأصل لمرضى النوع الثاني من السكري، فإنها تساهم في فقدان الوزن وتخفيف مشكلة تكيس المبايض.