هل سألت نفسك من قبل كم يوماً تستطيع العيش دون ماء أو طعام؟ يصعب تخيل الحياة دون ماء؛ حيث يتكون منه ثلثا جسم الإنسان، كما يساهم في العديد من العمليات الحيوية. أما الطعام فهو الوقود الذي يساعد على إتمام الأعمال اليومية؛ فهل يعقل أن نعيش بلا ماء أو طعام لفترة من الوقت؟!
الطبيبة الهندية "إم سروثي" الحاصلة على البكالوريوس في الطب والجراحة، تقول إنه يمكن البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 3 أسابيع دون تناول الطعام، كما يمكن أن يعيش الإنسان دون ماء 3 إلى 5 أيام فقط، إذا لم يتعرَّض لمجهود بدني يُفقِد الجسم الماء، أو يوجد في أماكن معتدلة من حيث درجة الحرارة؛ أي ليست حارة ولا باردة، وفقاً لـ"MedicineNet".
وبالنسبة إلى الحيوانات، فإن لديها القدرة على العيش دون ماء لفترة أطول بكثير من البشر؛ فعلى سبيل المثال، تستطيع الإبل قضاء فترات طويلة من الزمن في حرارة الصحراء دون شرب الماء، ومن المعروف أن الإبل في الصحراء الكبرى تعيش لنحو 6 أشهر أو أكثر دون أن تشرب خلال فصل الشتاء، و5 إلى 10 أيام في ظل حرارة الصيف الشديدة، وفقاً لـ"Wonderopolis".
وفقاً لموقع "Healthline"، إذا لم تأكل لمدة 7 أيام متواصلة، فسيفقد جسمك خلال الأيام الخمسة الأولى كيلوجراماً إلى كيلوجرامين يومياً، ولكن بمرور الوقت، يتباطأ فقدان الوزن؛ حيث يتكيف الجسم لموازنة مستويات الطاقة، وبمجرد أن يفقد الشخص 10٪ من وزنه أو يكون مؤشر كتلة الجسم لديه 16.5 أو أقل، قد يبدأ خطر حدوث مضاعفات بسبب الجوع.
وتتمثل المضاعفات في تكسير العظام، وضعف العضلات، والشعور بالبرد، وتساقط الشعر، وجفاف الجلد، والإصابة بالإمساك، وانقطاع الدورة الشهرية عند الإناث، والتعب وضيق التنفس، والشحوب الناتج عن فقر الدم، ونقص خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين.
وأوضحت "أنجيلا مورو" الحاصلة على درجة بكالوريوس العلوم في التمريض من كلية الطب بجامعة فيرجينيا كومنولث؛ أنه عند الامتناع عن الطعام ليوم واحد، يستخدم الجسم عادةً الجلوكوز أو السكر مصدراً رئيسياً للطاقة.
وأضافت أنه بعد يومين أو ثلاثة أيام دون طعام، يبدأ جسمك يكسر الأنسجة الدهنية، وتستخدم العضلات الأحماض الدهنية الناتجة عن هذه العملية مصدراً رئيسياً للوقود، كما تُستخدَم الأحماض الدهنية أيضاً لتكوين الكيتونات في الكبد، وهي مادة يمكن للجسم استخدامها للحصول على الطاقة.
وبعد 7 أيام من التوقف عن تناول الطعام، تختفي احتياطيات الأحماض الدهنية، ويبحث الجسم عن مصدر جديد ليعيش، وهو "البروتين"، وتحدث هذه العملية من خلال تكسير العظام داخل الجسم.
بعد 14 يوماً ومع تسارع انهيار العضلات، يبدأ الجسم في فقدان وظائف القلب والكلى والكبد، وتتدهور الحالة تدريجياً حتى تحدث الوفاة في الأسبوع الثالث. وتلعب بعض العوامل دوراً في تحديد المدة التي يمكن أن يبقى فيها الشخص دون طعام، مثل النوع "ذكر أو أنثى"، والعمر، والوزن الأوَّلي، واستهلاك الماء.
وأشارت "مورو" إلى أن النحيف يمكنه عادةً تحمل خسارة ما يصل إلى 18% من كتلة الجسم. وعلى الجانب الآخر، قد يكون الذين يعانون من السمنة المفرطة قادرين على تحمل فقدان أكثر من 20٪ من كتلة الجسم.