"زواج الأقارب" من العادات الشائعة في البلاد العربية، وبالرغم من التحذيرات الطبية، فإن هناك العديد من العائلات التي ما زالت تقبل على زواج الأقارب، خاصةً في المملكة العربية السعودية، فما عواقب ذلك؟
زواج الأقارب يسبب مشاكل صحية
تحتاج المملكة العربية السعودية إلى برنامج تعليمي واسع النطاق يسلط الضوء على المخاطر الجينية التي يتعرض لها الأطفال المولودين نتيجة زواج الأقارب، خاصةً أن الأطفال الذين يولدون لأشخاص من نفس العائلة "زواج الأقارب"، يواجهون مخاطر صحية خطيرة، وأظهرت دراسة حديثة أُجريت في المملكة العربية السعودية، أن النساء هناك لديهن وعي أكبر بهذه المخاطر مقارنة بالرجال، نقلاً عن "Nature".
يمكن أن يؤدي زواج الأقارب إلى إنجاب أطفال يعانون من صعوبات إدراكية، وعيوب في القلب، وضعف في السمع، إضافةً إلى أمراض وراثية أخرى، كما أن هناك مشاكل وراثية يمكن أن تتوارثها الأجيال.
وللتأكد من الأمر، منذ عدة سنوات 2016، أجرى الباحث أنور أحمد من مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية وفريق من الباحثين من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية دراسة مقطعية شملت 386 سعودياً (رجال ونساء) فوق سن 18 عاماً لتحديد مستوى معرفتهم فيما يتعلق بهذه المخاطر الصحية.
وأكمل كل مشارك استبيانين، الأول يهدف إلى جمع التفاصيل الاجتماعية، بما في ذلك مستوى التعليم في أسرهم، ويتضمن أسئلة حول الزواج والأمراض الوراثية المعروفة، أما الاستبيان الثاني ركز على معرفة العواقب الجينية لـ زواج الأقارب.
بشكل عام، كانت المعرفة بعدم الاستقرار الوراثي الناجم عن زواج الأقارب أقل بين البالغين السعوديين مقارنة بالدول الأخرى، كما أن حوالي 6% من المشاركين يفتقرون إلى أي معرفة، وثلث الذين تم سؤالهم لم يتلقوا أي معلومات تتعلق بالأمراض الوراثية، ومن المثير للاهتمام أنه كان هناك تباين بين الجنسين، حيث أبدت النساء فهماً أكبر بكثير للعواقب الطبية مقارنةً بالرجال.
انتشار زواج الأقارب في العالم
يعيش مليار شخص في جميع أنحاء العالم في بلدان ينتشر فيها الزواج بين الأقارب، ومن بين هذا المليار، 1 من كل 3 متزوج من أولاد العم، ويبلغ تواتر الاضطرابات الوراثية بين هؤلاء الأطفال حوالي ضعف نظيره لدى الأطفال الذين لا تربطهم صلة قرابة، نقلاً عن "The BMJ".
وفي بعض بلدان جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يصل إلى نصف حالات الزواج تكون ناتجة عن زواج الأقارب، وفي باكستان، يتزوج نصف السكان من أولاد العم من الدرجة الأولى أو الثانية، إضافةً إلى ذلك، أوضح حفيظ الرحمن، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة القائد الأعظم في إسلام آباد، إن نسبة 80% من السكان يتزوجون من الأقارب في باكستان.