فيتامين "د" أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، ويمكن الحصول عليها من خلال المكملات الغذائية، أو تناول بعض الأطعمة أو عن طريق تعرض الجلد المباشر لأشعة الشمس، التي تحفز الجسم على إنتاجه.
يساعد فيتامين "د" العظام على امتصاص الكالسيوم، ما يعزز نموها، ويعمل على ضبط الفوسفات في الدم؛ لمنع التقلص اللاإرادي للعضلات والتشنجات، ويساهم في الحد من الالتهابات ودعم الوظائف العصبية المناعية والعضلية بالجسم، حيث يحارب الفيروسات والبكتيريا، وينظم مستويات السكر في الدم، ويحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، إلى جانب تحسن المزاج وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
يوجد نوعان من هذا الفيتامين هما "د2" و"د3"، ورغم تقديمهما الفوائد الصحية ذاتها لكن مصادرهما مختلفة؛ حيث يمكن الحصول على النوع الأول من المصادر النباتية، مثل: الحليب النباتي وعصير البرتقال وحبوب الإفطار، أما الثاني من المصادر الحيوانية، مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل وصفار البيض، حسب موقع "verywellhealth".
ربما يكون من الصعب تشخيص نقص فيتامين "د" نتيجة تشابه أعراضه مع حالات صحية أخرى، ما يتطلب إجراء تحليل في المختبر لاكتشاف الأمر، لكن هناك عدة أعراض قد تصاحب نقص مستوياته في الجسم، منها بطء عملية نمو الشعر، حيث إن المصابين بمرض الثعلبة -اضطراب في المناعة الذاتية يسبب تساقط الشعر- يعانون من انخفاض مستويات هذا الفيتامين.
تتضمن أعراض نقصه في الجسم أيضاً انخفاض مستوى الطاقة، والشعور بالتعب غير المُبرر وفقدان قوة العضلات، ما يضغط على الظهر والرقبة ويسبب آلاماً أسفل الظهر، كما أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين خطر الإصابة بنوبات الاكتئاب ونقص فيتامين "د" في الجسم.
رغم إثبات أن مكملات فيتامين "د" تزيد كثافة المعادن في عظام الورك بالأطفال والمراهقين الأصحاء، لكن الباحثين أجروا دراسة -نُشرت في مجلة "لانسيت للسكري والغدد الصماء"- على عددٍ من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً في منغوليا، ممن يعانون من انخفاض مستوى الفيتامين.
واختار الباحثون مجموعة من هؤلاء الأطفال لا يعانون حساسية من فيتامين "د" أو نقص المناعة، وجعلوهم يتلقون مكملات الفيتامين أسبوعياً لمدة 3 سنوات، وتبين بالمتابعة أنه بالرغم من مساهمة المكملات في زيادة مستويات الفيتامين للذين يعانون من انخفاضه عن المعدل الطبيعي، إلا أنها لم تؤثر على خطر الإصابة بالكسور أو قوة العظام.
ومن هنا، ظهرت آمال حالمة بأن التجربة العشوائية حول تأثير المكملات على الأطفال الذين يعانون نقص فيتامين "د"، ربما تدفع الأطباء وخبراء الصحة العامة إلى إعادة تقييم دورها.
في الوقت ذاته، أُثبت علمياً أن مكملات فيتامين "د" تقي البالغين من الإصابة بالكسور حال حصولهم عليها إلى جانب الكالسيوم، حسب "غانما دافاسامبو"، أستاذ مشارك بجامعة هارفارد.