أكدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Spine Deformity بتاريخ 2 أكتوبر 2025 أن تصميم وتثبيت المسامير والدعامات المعدنية أثناء جراحات دمج العمود الفقري يجب أن يختلف بحسب جنس المريض نظرًا لاختلاف شكل الحوض بين الرجال والنساء.
وأوضح الباحثون أن الرجال يمتلكون حوضًا أضيق من النساء ما يجعل محاذاة المسامير والدعامات في خط مستقيم أكثر صعوبة أثناء الجراحة وهو ما يستدعي تعديل زاوية التثبيت أو درجة انحناء الدعامة لتناسب التشريح الذكري.
اختلاف تشريح العمود الفقري بين الجنسين
قال الدكتور جيمس لين، أستاذ جراحة العظام المساعد في Mount Sinai Health System بمدينة نيويورك، إن الفهم الدقيق للفروق التشريحية بين الجنسين يمثل أساس الطب الشخصي الحديث، مضيفًا: "في عصر الطب الموجّه للفرد من الضروري أن نأخذ في الاعتبار هذه الفروق عند تصميم وتنفيذ الجراحات لضمان أفضل النتائج الممكنة".
وأوضح "لين" إن هذه الدراسة تُعدّ الأولى التي تشير إلى أن الرجال والنساء قد يحتاجون إلى تقنيات مختلفة عند تثبيت المسامير الحوضية أثناء جراحة العمود الفقري نتيجة لاختلاف شكل الحوض وزوايا الفقرات القطنية.
اعتمدت الدراسة على تحليل 185 حالة جراحية أجراها ثلاثة جراحين متخصصين في العظام حيث استخدم الباحثون صور الأشعة المقطعية (CT) والأشعة السينية (X-ray) لمقارنة زوايا تثبيت المسامير في الحوض بين المرضى من الرجال والنساء.
وأظهرت النتائج أن الحوض الضيق لدى الرجال يجعل القضبان المعدنية تميل نحو الداخل بدلاً من أن تكون متوازية كما هو مطلوب في الجراحة التقليدية مما يُجبر الجراحين على ثني الدعامات أكثر أو تعديل مسار المسامير لتتناسب مع التركيب العظمي الذكري.
تشخيص حالة العمود الفقري بالأشعة السينية
أوصى الباحثون الجراحين بمراعاة هذه الفروق أثناء التخطيط المسبق للجراحة لتقليل الحاجة لتعديلات أثناء العملية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى:
وأشار "لين" إلى أن دمج التقنيات كأنظمة تعمل مثل “GPS” للجراح، تساعده على رؤية مكان الأدوات والعظام والأعصاب بدقة على شاشة ثلاثية الأبعاد أثناء الجراحة مع الدعامات المصممة حسب تشريح المريض يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في جراحات تشوهات العمود الفقري، مؤكدًا أن التخطيط الدقيق حسب الجنس سيسهم في جعل العمليات أكثر أمانًا ودقة.
يأمل الخبراء أن تؤدي هذه النتائج إلى تطوير إرشادات جراحية جديدة تأخذ في الاعتبار الفروق التشريحية بين الرجال والنساء في تصميم الأدوات والأجهزة الجراحية، كما دعا الباحثون إلى إجراء دراسات أوسع لتحديد مدى تأثير هذه التعديلات على معدلات النجاح والمضاعفات بعد الجراحة في المدى الطويل.
واختتم "لين" هذه النتائج تبرز أهمية التخطيط المخصص لكل مريض والذي يمكن أن يحسّن النتائج الجراحية بشكل كبير عندما يُدمج مع التكنولوجيا الحديثة.