كشفت دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open أن التاريخ المرضي للإصابة بإصابات دماغية رضّية متوسطة إلى شديدة (TBI) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ أورام غير حميدة في المخ، الدراسة التي قادها الدكتور ساندرو ماريني من مستشفى Brigham and Women’s Hospital في بوسطن اعتمدت على تحليل بيانات موسعة لتحديد العلاقة بين شدة الإصابات الدماغية واحتمال تطور أورام دماغية خطيرة.
أجرى الباحثون دراسة استعادية على بيانات تم جمعها من مركز طبي أكاديمي تابع لـ Mass General Brigham، شملت 75,679 شخصاً من البالغين الأمريكيين ممن تعرضوا لإصابات دماغية بدرجات متفاوتة سواء خفيفة أو متوسطة إلى شديدة، تمت مقارنة هذه المجموعة مع مجموعة أخرى مطابقة في العمر والجنس لم يسبق لها التعرض لإصابات دماغية (75,679 مشاركاً).
تصميم الدراسة وحجم العينة
من بين المشاركين المصابين بإصابات دماغية كان 60,735 مصاباً بإصابة خفيفة، بينما بلغ عدد المصابين بإصابات متوسطة إلى شديدة 14,944، بلغ متوسط فترة المتابعة 7.2 سنوات وهي مدة كافية لرصد التغيرات الصحية طويلة الأمد.
أظهرت النتائج أن نسبة انتشار الأورام غير الحميدة في المخ بلغت 0.6% لدى المصابين بإصابات دماغية متوسطة إلى شديدة، مقارنةً بـ0.4% فقط في مجموعتي الإصابات الخفيفة والمجموعة الضابطة.
وتشير هذه الفجوة الصغيرة عددياً إلى فرق كبير إحصائياً؛ إذ ارتفع خطر الإصابة بالأورام غير الحميدة بنسبة 67% في مجموعة الإصابات المتوسطة إلى الشديدة مقارنةً بالمصابين بإصابات خفيفة.
ولتعزيز النتائج قام الباحثون بدمج هذه البيانات مع نتائج مماثلة من مركزين طبيين آخرين هما University of California Health وNorthwestern Medicine، وبعد إجراء التحليل الشامل استمر ارتباط الخطر بوضوح حيث بلغ معدل الخطر 1.57 ما يؤكد أن العلاقة ليست محصورة في عينة واحدة فقط.
دعم النتائج من مراكز أخرى
قال الدكتور ماريني في بيان صحفي: "رغم أن خطر الإصابة بالأورام لا يزال منخفضًا بشكل عام إلا أن الإصابة بالورم الدماغي تعد من الأمراض المدمرة التي غالباً ما يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، فتحنا الآن الباب لمراقبة المرضى الذين تعرضوا لإصابات دماغية بشكل أدق".