أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition إلى أن توقيت تقديم حليب الأم يلعب دورًا مهمًا في نوم الرضع، فالمكونات البيولوجية لحليب الأم تتغير على مدار اليوم، إذ تحتوي وجبات الصباح على مستويات مختلفة من الهرمونات مقارنة بوجبات المساء، هذا التباين قد يؤثر على أنماط النوم واليقظة لدى الطفل إذا لم يُؤخذ بعين الاعتبار عند تخزين الحليب وإعادة تقديمه.
قام الباحثون بتحليل عينات من الحليب جُمعت من أمهات في أوقات مختلفة من اليوم: السادسة صباحاً والثانية عشرة ظهراً والسادسة مساءً ومنتصف الليل، وتبين أن هرمون الميلاتونين المسؤول عن تعزيز النوم يصل إلى أعلى مستوياته عند منتصف الليل، بينما يكون هرمون الكورتيزول المرتبط باليقظة والنشاط في أعلى مستوياته صباحاً.
تأثير الهرمونات المرتبطة بالنوم
وقالت الباحثة ميليسا وورت مان، الحاصلة مؤخراً على الدكتوراه في علوم التغذية من جامعة روتجرز: "حليب الأم غذاء ديناميكي ويجب أخذ توقيت تقديمه بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالحليب المُخزن".
أوضحت ماريا غلوريا دومينغيز-بيلو، أستاذة الكيمياء الحيوية والأحياء الدقيقة بجامعة روتجرز، أن هذه الإشارات الهرمونية تكون بالغة الأهمية في الأشهر الأولى من حياة الطفل، حيث تكون ساعته البيولوجية الداخلية في طور التكوين، مضيفةً أن تزامن هذه الإشارات مع وقت التغذية قد يساعد على تطوير أنماط نوم صحية لدى الرضع.
رغم تغير الميلاتونين والكورتيزول إلا أن مكونات أخرى مثل الأجسام المضادة من نوع IgA وبروتين اللاكتوفيرين ظلت مستقرة طوال اليوم، ويرى الباحثون أن هذه العناصر أقل ارتباطاً بالإشارات اليومية للساعة البيولوجية، لكن دورها يظل مهمًا في تعزيز الجهاز المناعي ودعم الجهاز الهضمي للطفل.
خلصت الدراسة إلى أن الأمهات اللاتي يقمن بشفط الحليب وتخزينه قد يساعدن أطفالهن على النوم بشكل أفضل إذا قُدِّم الحليب في نفس الفترة التي تم جمعه فيها، ووصى الباحثون بوضع ملصقات على عبوات الحليب تُشير إلى وقت ضخه مثل "صباحي" و"مسائي" أو "ليلي" بحيث يُقدَّم بما يتناسب مع توقيت التخزين.
وأكدت "وورت مان" إن هذه الخطوة قد تكون عملية وسهلة التطبيق للأمهات في المجتمعات الحديثة حيث قد لا يكون من الممكن التواجد مع الطفل طوال الوقت.
توصيات عملية للأمهات
يُنظر إلى حليب الأم على أنه "غذاء فائق" للرضع إذ يحتوي على مزيج متوازن من الفيتامينات والمعادن والمركبات الحيوية التي تساهم في بناء جهاز مناعي قوي وتغذية جسم سريع النمو، ومع ذلك يشدد الباحثون على أن القيمة الغذائية لا تقتصر على المكونات الثابتة بل تشمل أيضاً الإشارات الهرمونية المرتبطة بتوقيت إنتاج الحليب.