رغم أن الجلد المحمر أو المقشر قد يبدو مجرد أثر بسيط للتعرض للشمس فإن الأمر عند الرضع يتعدى ذلك بكثير، فبحسب ما ذكرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن حروق الشمس لدى الأطفال الرضع لا تقتصر فقط على الألم الفوري بل قد تترك أثراً طويل المدى على صحتهم الجلدية.
مجرد حرق واحد شديد في الطفولة يضاعف خطر الإصابة بأورام الجلد الميلانيني أخطر أنواع الأورام الجلدية لاحقاً في الحياة، وترجع نحو 90% من حالات أورام الجلد إلى التعرض الزائد لأشعة الشمس، ما يجعلها مشكلة صحية يمكن الوقاية منها.
تحدث حروق الشمس نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) وخاصة نوعيها الرئيسيين: UVB التي تُعد المسؤول الأول عن الحروق وأورام الجلد غير الحميدة، وUVA التي تسرّع شيخوخة الجلد وتُسهم أيضاً في تطور أورام الجلد، ويكون جلد الرضع أكثر عرضة لهذه الأضرار بسبب رقة البشرة وحساسيتها الفائقة ما يجعلهم أكثر تأثراً من البالغين عند التعرض لأشعة الشمس حتى لفترات قصيرة.
لماذا يُصاب الرضع بحروق الشمس بسهولة؟
تؤكد التوصيات المنشورة في مواقع طبية مرموقة مثل What to Expect وVerywell Family على أن الوقاية هي خط الدفاع الأول ضد حروق الشمس، إليك أهم الخطوات:
تقييد وقت التعرض: تعتبر الفترة ما بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً هي الأشد خطراً ويُفضل بقاء الطفل في الظل خلالها كما يُنصح بعدم خروج الطفل في أيام الحر الشديد إذا تجاوزت الحرارة المُحسوسة 90 درجة فهرنهايت.
استخدام واقٍ شمسي مناسب: يُفضل اختيار واقٍ شمسي مخصص للأطفال بعامل حماية SPF لا يقل عن 30 ويوفر حماية من النوعين UVA وUVB ويكون مقاوماً للماء وخالياً من المواد المهيجة لـ بشرة الحساسة، ويجب اختباره على منطقة صغيرة من الجلد قبل استخدامه ثم وضعه قبل الخروج بـ15 إلى 30 دقيقة وتكرار تطبيقه بانتظام خاصة بعد ملامسة الماء.
الملابس الواقية من الشمس: تشمل القبعات ذات الحواف الواسعة وملابس قطنية خفيفة ومحاكة بإحكام لتوفير حماية ميكانيكية من الشمس بالإضافة إلى نظارات شمسية تحمي من كل أنواع الأشعة فوق البنفسجية إذا تقبل الطفل ارتداءها.
توفير الظل الصناعي: يمكن استخدام مظلات لعربة الأطفال أو خيمة متنقلة في النزهات لضمان وجود مكان مظلل دائماً.
استخدام واقٍ شمسي مناسب للأطفال
عند ملاحظة احمرار أو ألم أو ظهور فقاعات في جلد الطفل، يجب التحرك فوراً لتخفيف الألم والحد من الأضرار:
تطبيق كمادات ماء بارد لمدة 10–15 دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات يوميًا.
استخدام جل الصبار أو مرطب لطيف مخصص للبشرة الحساسة.
إعطاء مسكنات مثل الباراسيتامول (من عمر 3 أشهر) أو الإيبوبروفين (من 6 أشهر) بعد استشارة الطبيب.
إبعاد الطفل تماماً عن الشمس حتى يتم شفاء الجلد كلياً.
التأكد من إبقاء الطفل رطباً لأن الحروق تزيد من فقدان سوائل الجسم.
إعطاء مسكنات مثل الباراسيتامول إذا أصيب الطفل بحروق شمسية
وفقاً لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إذا كان الطفل أقل من عام وأُصيب بحروق شمس يجب الاتصال بالطبيب فوراً، أما في الأطفال الأكبر فيجب مراقبة الأعراض عن قرب خصوصاً إذا كانت الحروق مصحوبة بتقرحات أو حمى أو ألم شديد، وفي حال وجود أعراض مثل القيء أو الإرهاق الشديد قد يكون الطفل مصاباً بضربة شمس ويتطلب تدخلًا عاجلًا في الطوارئ.