يتساءل الكثيرون عن سبب انسداد إحدى فتحتي الأنف أكثر من الأخرى أثناء نزلات البرد أو العدوى الفيروسية، تكمن الإجابة في ما يُعرف بـ"الدورة الأنفية" (Nasal Cycle)، وهي عملية فسيولوجية طبيعية تحدث في الممرات الأنفية.
وخلال هذه الدورة، تتبادل فتحتا الأنف أدوارهما في تنظيم تدفق الهواء عبر آلية متناوبة من الاحتقان والانكماش على مدار اليوم، وفقاً لعيادة كليفلاند.
يقول الدكتور أورجيت باتيل، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في Cook County Health بمدينة شيكاغو: "أنوفنا تمر بدورة طبيعية تجعلنا نتنفس من جهة واحدة فقط في لحظة معينة وتتبدل تلك الجهة كل بضع ساعات"، مضيفاً أن هذه الظاهرة تصبح ملحوظة أكثر عند الإصابة بنزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية.
أسباب انسداد إحدى فتحتي الأنف أكثر من الأخرى أثناء نزلات البرد
تُبطَّن ممرات الأنف بما يُعرف بـ"القرينات" (turbinates)، وهي تراكيب تحتوي على أوعية دموية صغيرة تنظم تدفق الهواء وتنقيه من الجسيمات، وفقاً للدكتور ماسايوشي تاكاشيما، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في Houston Methodist، هذه القرينات تتضخم وتنكفئ بالتناوب في كل فتحة من فتحتي الأنف، ما يؤدي إلى انسداد مؤقت في إحداهما.
وفي الظروف الطبيعية، قد لا يلاحظ الشخص هذا التبدل لكن عند الإصابة بالزكام أو الحساسية أو وجود انحراف في الحاجز الأنفي يزداد تدفق الدم إلى الأنف ما يؤدي إلى تضخم أكبر في القرينات وإنتاج مفرط للمخاط، وفقاً للدكتورة راشيل روديتي، رئيسة قسم الأنف والأذن والحنجرة في Brigham and Women’s Hospital.
الاستلقاء على جانب واحد قد يزيد تدفق الدم إلى تلك الجهة من الأنف ما يزيد الشعور بالاحتقان، كما أن وجود انحراف في الحاجز الأنفي يجعل إحدى الفتحتين أضيق وبالتالي تشعر بانسداد أكبر في هذا الجانب عند المرض.
تأثير وضعية النوم والهيكل الأنفي
يُعد البخار الناتج عن دش ساخن أو جهاز ترطيب الجو وسيلة فعالة لتخفيف الاحتقان، كما أن تناول المشروبات الساخنة يعزز حركة الأهداب داخل الأنف مما يساعد على طرد المخاط.
يوصي الأطباء الدكتورة باستخدام neti pot أو زجاجات الضغط المتوفرة في الصيدليات لشطف الأنف بمحلول ملحي وماء مقطر، ومع ذلك يُحذرون من أن الاستخدام المفرط قد يسبب جفافًا شديدًا في بطانة الأنف.
الاعتماد على بخاخات الستيرويد مثل Flonase يمكن أن يساهم في تخفيف التورم داخل الأنف، وقد يحتاج البعض أيضاً إلى مضادات الهيستامين، وينصح الأطباء بتجنب بخاخات oxymetazoline مثل Afrin لما لها من آثار ارتدادية تؤدي إلى عودة الاحتقان سريعاً بعد زوال مفعولها.
مضادات الهيستامين لتخفيف احتقان الأنف
في حال استمرت الأعراض لأكثر من 10 إلى 14 يوماً أو ظهرت معها أعراض أخرى مثل ألم الوجه أو المخاط السميك الملون فيجب مراجعة الطبيب، كما قد تكون الأعراض ناتجة عن حساسية موسمية وليس مجرد زكام ويتعين تحديد مسببات الحساسية ووضع خطة علاج مناسبة تتضمن مضادات هيستامين أو بخاخات أنفية مناسبة.
ويشير الأطباء إلى أن الحساسية يمكن أن تظهر في أي عمر خاصة مع كثرة السفر أو تغيير أماكن المعيشة، وفي حال استمرار الاحتقان المزمن رغم المحاولات العلاجية يمكن للطبيب اقتراح حلول غير جراحية لعلاج تضخم القرينات أو أسباب أخرى للانسداد المتكرر.