وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت على استخدام عقار Keytruda (pembrolizumab) لعلاج البالغين المصابين بورم الخلايا الحرشفية في الرأس والعنق محلي الانتشار، القابل للجراحة، والذين تُظهر أورامهم تعبيراً إيجابياً لبروتين PD-L1 (CPS ≥1).
ووفقاً للموافقة، يُستخدم العقار كعلاج تمهيدي قبل الجراحة ثم كعلاج داعم بعد الجراحة بالمشاركة مع العلاج الإشعاعي مع أو بدون دواء cisplatin ثم يُستكمل العلاج باستخدام Keytruda وحده.
عقار Keytruda لعلاج البالغين المصابين بأورام الرأس والعنق
استند القرار إلى نتائج دراسة KEYNOTE-689 من المرحلة الثالثة والتي عُرضت في أبريل 2025 خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان (AACR).
وأظهرت الدراسة أن إعطاء Keytruda قبل الجراحة ثم استمراره بعدها مع العلاج القياسي أدى إلى تقليل خطر تكرار المرض أو تقدمه أو الوفاة بنسبة 30%، مقارنةً بالعلاج التقليدي وحده (HR=0.70؛ p=0.00140)، كما بلغ متوسط البقاء دون أحداث (EFS) لدى المرضى الذين عبّروا عن PD-L1 نحو 59.7 شهراً مقابل 29.6 شهراً في المجموعة الأخرى.
قال الدكتور رافيندرا أوبالوري، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير جراحة أورام الرأس والعنق في مستشفى بريغهام ومعهد دانا فاربر للأورام، إن إدخال Keytruda في مرحلتي ما قبل وبعد الجراحة يمثل تطوراً مهماً في علاج هذا النوع من الأورام، مؤكداً أن العلاج الجديد خفض معدل الانتكاس أو الوفاة بنسبة كبيرة مقارنةً بـ العلاج الكيميائي الإشعاعي التقليدي.
أما الدكتورة مارجوري غرين، النائبة الأولى لرئيس الأبحاث العالمية في شركة Merck، المصنعة للعقار، فقد أوضحت أن هذا النظام العلاجي هو أول نظام مضاد لـ PD-1 يُستخدم في المرحلتين، ما قد يسهم في تغيير المعايير الراسخة لعلاج المرض محلي الانتشار.
العلاج الجديد خفض معدل الانتكاس أو الوفاة بنسبة كبيرة
شملت دراسة KEYNOTE-689 نحو 714 مريضاً، قُسّموا إلى مجموعتين: الأولى تلقت جرعتين من Keytruda قبل الجراحة ثم ثلاث جرعات منه بعد الجراحة بالتوازي مع العلاج الإشعاعي ومع أو بدون cisplatin ثم ما يصل إلى 12 دورة من Keytruda بمفرده، أما المجموعة الثانية فقد خضعت مباشرة للجراحة وتلقت بعد ذلك العلاج الإشعاعي مع أو دون cisplatin.
أظهرت النتائج أن المرضى في مجموعة Keytruda حققوا تحسناً بنسبة 30% في معدل البقاء دون تطور للمرض، وسُجلت 128 حالة تدهور صحي في هذه المجموعة مقابل 156 حالة في مجموعة العلاج التقليدي، وبلغ الوسيط الزمني لتلقي العلاج قبل الجراحة نحو 3.1 أسابيع وبعدها نحو 42 أسبوعاً.
شملت الآثار الجانبية الشائعة التي ظهرت لدى أكثر من 20% من المرضى: التهابات الفم (48%)، وإصابة الجلد بالإشعاع (40%)، وفقدان الوزن (36%)، والتعب (33%)، وصعوبة البلع، والإمساك، والغثيان، والطفح الجلدي، وجفاف الفم.
كما أُبلغ عن ردود فعل سلبية خطيرة لدى 11% من المرضى قبل الجراحة، و38% بعد الجراحة، من بينها الالتهاب الرئوي، وإصابة الكلى الحادة، والحمى، والتهاب الكبد المناعي.
الآثار الجانبية لدواء Keytruda
يحذر الأطباء من أن Keytruda قد يؤدي إلى تفاعلات مناعية خطيرة قد تطال عدة أعضاء مثل الرئتين، والقولون، والكبد، والغدد الصماء، والكلى، والجلد.
ويمكن أن تحدث هذه التفاعلات أثناء العلاج أو بعده ما يستدعي مراقبة دقيقة واستخدام الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات مناعة عند الضرورة، كما يجب التنبه إلى خطر استخدام العقار أثناء الحمل إذ قد يؤدي إلى ضرر للجنين.