لا يقتصر تأثير الاحتباس الحراري -الذي يحظى باهتمام عالمي حالياً- على الخسائر الاقتصادية فحسب، بل يمتد إلى الخسائر الصحية أيضاً، حيث يرتبط بتدهور الحالة الصحية للعديد من الأشخاص، كما تسهم الوفيات الناتجة عن الأمراض المرتبطة به في خسائر إنتاجية بأماكن العمل.
وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications عن تحليل أجراه الباحثون لتأثير درجات الحرارة المحيطة على تفاقم حالات انقطاع النفس النومي، ضمن سيناريوهات التغير المناخي المتوقعة.
انقطاع النفس الانسدادي النومي يصيب ما يقرب من مليار بالغ حول العالم، ويرتبط بارتفاع معدل الوفيات، ومشاكل صحية متعددة، ومخاطر تتعلق بالسلامة المرورية، إضافةً إلى خسائر اقتصادية فادحة نتيجةً لزيادة التغيب عن العمل وانخفاض إنتاجية العمل، ما يكلف مليارات الدولارات سنوياً.
مليار شخص حول العالم يعاني من انقطاع النفس الانسدادي
طُلب من المشاركين تسجيل بياناتهم لمدة 28 ليلة على الأقل، بحد أدنى 4 تسجيلات أسبوعياً، واقتصر تحديد الموقع الجغرافي على أقرب مدينة، وتم الحصول على بيانات متوسط العمر المتوقع، وعدد السكان والناتج المحلي الإجمالي على مستوى الدولة من مجموعات بيانات عالمية.
وتم التنبؤ بالتأثيرات المستقبلية للاحتباس الحراري العالمي، على انتشار انقطاع النفس النومي من خلال مقارنة درجات الحرارة اليومية بالمتوسطات التاريخية، وترجمة المخاطر إلى أعباء صحية وخسائر في الإنتاجية في مكان العمل.
حللت هذه الدراسة الواسعة بيانات حوالي 62 مليون ليلة نوم لـ116,620 مستخدماً منتظماً لجهاز استشعار أسفل المرتبة، معظمهم رجال في منتصف العمر، وعانى 25.4% منهم من انقطاع تنفسي تنفسي متوسط إلى شديد، بينما عانى 8.9% منهم من انقطاع تنفسي تنفسي شديد، حسب موقع News-Medical.
مخاطر انقطاع النفس أثناء النوم
ارتبط ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم ليلاً، وفي الأيام الأكثر حرارة كانت فرصة الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم أعلى بنسبة 45% منها في الأيام الأكثر برودة، وكان خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم الشديد أعلى بنسبة 49%.