علاج ثوري للفيروس المخلوي التنفسي.. يُجنّب 83% من الرضع دخول المستشفى

أظهرت دراسة طبية حديثة فاعلية علاج نيرسيفيماب (Nirsevimab)، أحد أنواع الأجسام المضادة أحادية النسيلة، في تقليل خطر الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) لدى الأطفال الرضع، مما يعزز جهود الوقاية ويقلل معدلات دخول المستشفى بين حديثي الولادة.

وبحسب ما نُشر في دورية "The Lancet Child & Adolescent Health" في مايو 2025، فإن نيرسيفيماب قد قلل من احتمالات دخول المستشفى بسبب عدوى RSV بنسبة وصلت إلى 83%، كما أدى إلى انخفاض واضح في حالات القبول في وحدات العناية المركزة بنسبة 81%، بالإضافة إلى تقليل فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي بنسبة 75% لدى الأطفال دون سن عام واحد.

الصيام الآمن لمرضى الجهاز التنفسيالتهابات الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال

فاعلية مرتفعة لدى الرضع الأكبر سناً

أشارت الدراسة إلى أن العلاج كان أكثر فاعلية في الأطفال الذين تجاوزوا عمر 3 أشهر، حيث وصلت نسبة تقليل خطر دخول المستشفى إلى 81% مقارنة بـ76% لدى الرضع الأصغر من 3 أشهر.

وقاد فريق البحث البروفيسور سيد مقدس، أستاذ علم الأوبئة الحسابية وعلوم اللقاحات بجامعة يورك في كندا، والذي أكّد أن "النتائج تُظهر أن فوائد نيرسيفيماب لا تقتصر على التجارب السريرية بل تمتد لتُحدث فرقاً فعلياً في البيئات الواقعية مما يساهم في تخفيف العبء الصحي الناتج عن الفيروس على الأسر والمؤسسات الصحية على حد سواء".

إلام يشير صفير الصدر عند الرضع؟العلاج أكثر فاعلية في الأطفال الذين تجاوزوا عمر 3 أشهر

توصيات المراكز الصحية الأمريكية

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة باستخدام طريقتين لحماية الأطفال الرضع من فيروس RSV، إما من خلال تطعيم الأم الحامل أثناء الحمل أو بإعطاء المولود علاجاً بالأجسام المضادة مثل نيرسيفيماب.

تحليل عالمي متعدد الدول

من أجل تقييم فاعلية العلاج بشكل شامل، اعتمد الباحثون على تحليل بيانات من 27 دراسة مستقلة أُجريت في خمس دول خلال موسم RSV لعام 2023-2024، وهي الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، ولوكسمبورج.

وأظهرت النتائج أن فاعلية العلاج اختلفت بحسب الدولة، فمثلاً سجلت الولايات المتحدة أعلى نسبة فاعلية، حيث تجنب 93% من الأطفال الذين تلقوا العلاج دخول المستشفى، بينما بلغت النسبة 83% في إسبانيا و76% في فرنسا، وأرجع الباحثون ذلك إلى اختلاف سياسات الأولوية العلاجية حيث تم التركيز في الولايات المتحدة على علاج الأطفال من الفئات عالية الخطورة بسبب نقص الإمدادات خلال الموسم.

أهمية العلاج في تقليل الأعباء الصحية والاقتصادية

الفيروس التنفسي المخلوي أهمية توسيع برامج التحصين ضد الفيروس التنفسي المخلوي

خلص الباحثون إلى أهمية توسيع برامج التحصين ضد RSV باستخدام نيرسيفيماب، خاصة في الأشهر الأولى بعد الولادة، لما لها من دور محوري في تقليل الحاجة إلى الرعاية الصحية والحد من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بهذا الفيروس واسع الانتشار بين الرضع.

وتُعد هذه النتائج دافعاً قوياً للجهات الصحية العالمية لاعتماد استراتيجيات أكثر فاعلية لحماية الفئات الأكثر ضعفاً في مقدمتهم الأطفال حديثو الولادة لا سيما مع اقتراب مواسم انتشار الفيروس.