مفاجأة علمية.. الخدمة العسكرية تقلل خطر الاكتئاب وليس العكس

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مايو 2025 في مجلة "BMJ Military Health" أن الخدمة العسكرية لا تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بل قد تكون مرتبطة بانخفاض معدلاته في بعض الفئات السكانية، حيث اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات تمتد لأكثر من عقد ضمن المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة (National Health and Nutrition Examination Survey).

الخدمة العسكرية لا تزيد من خطر الإصابة بالاكتئابأثبتت الدراسة أن الخدمة العسكرية لا تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب

عينة موسعة وتحليل دقيق

قاد الدراسة جين ماو جاو، من فرقة ويفانغ التابعة لفيلق مقاطعة شاندونغ في الصين، وشارك فيها 25,949 شخصًا، من بينهم 2,407 ممن خدموا في الجيش و2,548 يعانون من أعراض اكتئاب تم تحديدها باستخدام مقياس Patient Health Questionnaire-9 (PHQ-9).

في التحليل الأولي غير المعدل لم يجد الباحثون فروقاً كبيرة في معدلات الاكتئاب بين من خدموا ومن لم يخدموا لكن بعد ضبط العوامل الديموغرافية والصحية أظهرت النتائج أن من أدوا الخدمة العسكرية كانوا أقل عرضة للاكتئاب بنسبة أرجحية بلغت 0.77.

مزايا واضحة لفئات محددة

أظهرت الدراسة أن بعض الفئات استفادت بشكل خاص من الخدمة العسكرية فيما يتعلق بصحتهم النفسية، فقد تراجعت معدلات الاكتئاب بين الجنود السابقين من أصول إفريقية غير إسبانية، وكذلك بين المتزوجين وذوي الدخل المرتفع ومن لا يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو فرط شحميات الدم أو ارتفاع السكر في الدم.

تراجعت معدلات الاكتئاب بين الجنود السابقينأظهرت الدراسة تراجع معدلات الاكتئاب بين الجنود السابقين

عوامل الخطر والحماية بين المحاربين القدامى

عند التركيز على المحاربين القدامى لاحظ الباحثون أن النساء والمطلقين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، في المقابل ارتبط الدخل المرتفع وغياب الأمراض المزمنة بخفض احتمالية الإصابة، وأظهرت نتائج تحليل الانحدار اللوجستي المتعدد المتغيرات أن هذه العوامل تلعب دوراً مؤثراً في تشكيل الصحة النفسية لدى هذه الشريحة.

الطلاق وتأثيره النفسي

علق الباحثون بأن العلاقة بين الطلاق والاكتئاب لدى المحاربين القدامى تتماشى مع الاتجاهات المعروفة في عموم السكان حيث يُعد الانفصال من أبرز العوامل التي تؤثر سلباً على الحالة النفسية للأفراد سواء داخل المؤسسة العسكرية أو خارجها.

تأكيد على الحذر في التفسير

على الرغم من أن النتائج توحي بدور وقائي محتمل للخدمة العسكرية ضد الاكتئاب؛ نبه الباحثون إلى ضرورة توخي الحذر عند تفسير النتائج خاصة أن الدراسة مقطعية ولا تثبت علاقة سببية مباشرة، ومع ذلك فإن المؤشرات التي ظهرت تدفع إلى إعادة النظر في الصورة النمطية السائدة عن الخدمة العسكرية كمصدر للضغط النفسي الدائم.