دليل شامل عن أمراض الكبد.. من التشخيص إلى العلاج

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان ويقوم بوظائف حيوية متعددة تشبه عمل المصفاة، فهو يعالج كل ما نستهلكه من طعام وأدوية كما يخزن بعض المواد ويحول بعضها إلى مركبات جديدة مثل الكوليسترول، إضافة إلى ذلك ينظم الكبد مستوى الجلوكوز في الدم ويعمل على التخلص من السموم والفضلات التي لا يحتاجها الجسم عبر البول أو البراز.

كيف تبدأ أمراض الكبد؟  

توجد عدة عوامل تؤثر على قدرة الكبد على أداء وظائفه بشكل طبيعي وتؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض الكبد، تبدأ المشكلة عادة بالتهاب الكبد وهي المرحلة الأولى من المرض، وإذا استمر الالتهاب لفترة طويلة يتطور إلى تليف الكبد (fibrosis) الذي يتسبب في تكون ندوب في أنسجة الكبد، ومع تقدم المرض يصل المريض إلى مرحلة التليف الكبدي (cirrhosis) حيث يفقد الكبد كفاءته تدريجياً وفي الحالات الشديدة قد يتوقف الكبد عن العمل ويحتاج المريض إلى زراعة كبد.

روتين صباحي سحري لعلاج الكبد الدهنيكيف تبدأ أمراض الكبد؟

من أهم أسباب أمراض الكبد:

التهاب الكبد الفيروسي: يوجد خمسة أنواع رئيسية (A إلى E) وتعد الأنواع A وB وC الأكثر شيوعًا في أمريكا الشمالية، التهاب الكبد B وC يمكن أن يؤدي إلى التليف الكبدي والورم الخبيث، لكن مع التقدم الطبي تقلصت خطورتهما.

مرض الكبد المرتبط بالكحول: كل مرة يعالج فيها الكبد الكحول يتعرض جزء من خلاياه للضرر، حيث أن الإفراط في تناول الكحول يسبب تراكم الدهون في الكبد ويؤدي إلى تدهور وظائفه.

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (MASLD): وهو مرتبط بالسمنة والسكري من النوع الثاني حيث يتراكم الدهون في الكبد دون وجود علاقة بالكحول، هذا المرض منتشر بشكل متزايد ويؤثر على حوالي 30% من سكان العالم.

مشاكل في الكبد أسباب أمراض الكبد

كيف تعرف أن كبدك يعاني؟

غالبًا لا تظهر أعراض واضحة لمشاكل الكبد في المراحل المبكرة وتكون الأعراض الأولية مثل التعب غير محددة، الأعراض الخطيرة مثل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) وانتفاخ البطن والارتباك تظهر فقط عندما يكون الكبد في حالة فشل متقدم بحسب الدكتور ريتشارد ستيرلينج من جامعة فيرجينيا كومونولث.

لذلك من المهم إجراء فحوصات دم شاملة بشكل دوري لفحص إنزيمات الكبد وعدد الصفائح الدموية ومستويات الألبومين والبروتين وكذلك اختبار البيليروبين. كما يجب تضمين فحوصات التهاب الكبد B وC ضمن هذه الفحوصات.

التطورات الطبية في علاج أمراض الكبد

وفقًا للدكتور روهيت لومبا، مدير مركز أبحاث MASLD بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، شهد علاج أمراض الكبد تقدمًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين.

عقار التطورات الطبية في علاج أمراض الكبد

قدرة الكبد على التجدد وإمكانية عكس التليف إذا لم يتطور إلى التليف الكبدي خاصة مع إزالة أسباب المرض كتحسين النظام الغذائي والامتناع عن الكحول.

السيطرة على التهاب الكبد الفيروسي من خلال اللقاحات والكشف المبكر بالإضافة إلى توفر أدوية فعالة تعالج التهاب الكبد B وC.

ظهور أدوية جديدة تعالج تراكم الدهون في الكبد مثل دواء Rezdiffra المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج المرحلة المتقدمة من MASLD المعروفة بـ MASH، بالإضافة إلى أدوية مثبطات GLP-1 مثل Mounjaro وOzempic التي قد تساهم في العلاج.

أهمية نمط الحياة في تقليل مخاطر تطور أورام الكبد الذي غالبًا ما يظهر بعد تلف شديد للكبد.

كيف تحافظ على صحة كبدك؟

التهاب الكبد الدهنيكيف تحافظ على صحة كبدك؟

اتباع نظام غذائي صحي: تناول البروتينات قليلة الدهن والكثير من الخضروات والفواكه وتقليل السكريات كلها خطوات سهلة على الكبد.

ممارسة التمارين الرياضية: ينصح بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة مما يقلل من التهاب الكبد ويساعد في التخلص من الدهون المتراكمة.

تناول القهوة: أظهرت الدراسات في مجلات مثل Journal of Hepatology أن مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة حتى منزوعة الكافيين، تساعد في حماية الكبد من التليف ويُنصح بشرب كوبين إلى ثلاثة يوميًا.

فقدان الوزن: خسارة 5 إلى 10% من وزن الجسم يمكن أن تقلل من الدهون في الكبد بنسبة تصل إلى 30%.

فقدان الوزن غير المبررفقدان الوزن يقلل من الدهون في الكبد بنسبة تصل إلى 30%

أشياء يجب الحذر منها

السكر: الاستهلاك المفرط للسكر يحول الجسم هذا الزائد إلى دهون تتراكم في الكبد مما يسبب مشاكل صحية.

الأدوية: يجب استشارة الطبيب بشأن الأدوية التي قد تضر الكبد، خاصة إذا كنت تتناول الكحول، كما يجب توخي الحذر عند استخدام الأسيتامينوفين لأنه قد يسبب تلفًا للكبد عند الإفراط في الشرب.

الكحول: لا توجد كمية آمنة من الكحول للكبد لكن إذا كنت تشرب فحاول ألا تتجاوز مشروبين ولا تفعل ذلك يوميًا، الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة لتلف الكبد الناتج عن الكحول.

المكملات العشبية: بعض المكملات غير المنظمة قد تكون سامة للكبد مثل الكافا ومكملات فقدان الوزن العشبية، كما لا توجد أدلة علمية على فاعلية ما يُسمى بتنظيف أو إزالة سموم الكبد.