كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine عن ارتفاع ملحوظ في تشخيص أورام الزائدة الدودية بين البالغين الأصغر سناً، ورغم ندرة هذه الأورام، تُظهر البيانات تزايداً واضحاً في معدل الإصابة، خاصة في الولايات المتحدة.
تنشأ هذه الأورام من الزائدة الدودية، وهي كيس نسيجي صغير متصل بالأمعاء الغليظة، وعلى الرغم من عدم تحديد وظيفتها بدقة، يُعتقد أنها قد تلعب دوراً في المناعة، وفقاً لموقع Health الطبي.
أنواع أورام الزائدة الدودية
هناك نوعان من أورام الزائدة الدودية، وهما:
تعد الأورام الصماوية العصبية الأكثر شيوعاً، حيث تنمو من الخلايا المنتجة للهرمونات المسؤولة عن الهضم.
تنشأ الأورام الظهارية في الخلايا المبطنة للزائدة، وغالباً ما تُكتشف بالصدفة بعد استئصال الزائدة بسبب الالتهاب.
يُعد التهاب الزائدة الدودية العَرَضَ الأكثر شيوعاً لأورام الزائدة الدودية في مراحلها المبكرة، حيث تُصاب بالالتهاب والعدوى، كما تبقى معظم حالات أورام الزائدة الدودية دون تشخيص حتى يتم استئصالها بسبب التهاب الزائدة الدودية.
الأعراض الأكثر شيوعاً لأورام الزائدة
قام فريق البحث بتحليل بيانات 4,858 شخصاً (20 عاماً فما فوق) تم تشخيص إصابتهم بأورام الزائدة الدودية بين 1975-2019، بالاعتماد على سجلات المعهد الوطني للسرطان.
وبعد تصنيف المشاركين حسب الفئات العمرية، كشفت النتائج عن تضاعفت حالات الإصابة 3 أضعاف بين مواليد جيل "X" (السبعينيات وأوائل الثمانينيات)، و4 أضعاف بين جيل الألفية (1981-1990)، مقارنةً بمن وُلدوا في الأربعينيات.
وتزامنت هذه النتائج مع ارتفاع عام في تشخيص الأورام (الحميدة وغير الحميدة) لدى الشباب، خاصة: سرطانات الجهاز الهضمي (القولون والمعدة)، والأورام المرتبطة بالهرمونات (الثدي والبروستاتا والرحم).
أشار تقرير صادر عن المعهد الوطني للسرطان عام 2023 إلى أن عوامل متعددة قد تساهم في زيادة معدلات الإصابة بأورام الجهاز الهضمي بين الشباب، منها: النظام الغذائي غير الصحي، وأنماط الحياة الخاملة، والتعرض للملوثات البيئية، والإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
وفيما يخص أورام الزائدة الدودية تحديداً، أكد الخبراء أن الأسباب المباشرة ما تزال غير معروفة بدقة، لكنهم يرجحون أن مزيجاً من العوامل السابقة قد يكون مسؤولاً عن هذه الزيادة، مع تركيز خاص على العوامل البيئية كأحد المسببات الرئيسية المحتملة.
ومن الجدير بالذكر أن معظم حالات أورام الزائدة الدودية لا تظهر أعراضها إلا في المراحل المتأخرة (المرحلة الرابعة)، بسبب غياب الأعراض الواضحة في البداية وعدم توفر فحوصات وقائية فعالة، وفي كثير من الأحيان، يتم اكتشاف هذه الأورام مصادفة أثناء عمليات استئصال الزائدة الدودية.
وفي هذا الصدد، شددت الدكتورة أندريانا هولواتي، الأستاذة المساعدة لأمراض الدم والأورام في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، على أهمية الانتباه لأي أعراض غير طبيعية وضرورة إبلاغ الطبيب عنها فوراً، لما لذلك من أثر كبير في تحسين فرص التشخيص المبكر والعلاج.