انتشرت في الأسواق مؤخراً أنواع من الحلوى تُروّج على أنها صحية، حيث تُصنَّف بأنها منخفضة السكر أو السعرات الحرارية وتحتوي على ألياف مضافة، إلا أن أخصائيي التغذية يحذرون من أن هذه التصنيفات لا تعني بالضرورة أنها خيار صحي للأطفال.
تتضمن هذه الحلوى مكونات مثل: بدائل السكر والألياف الصناعية وشمع الكرنوبا، فبدائل السكر المستخدمة قد تكون صناعية مثل: الأسبارتام والسكرين، أو طبيعية مثل: مستخلص الستيفيا وفاكهة الراهب، أو كحوليات سكرية مثل: الإريثريتول والزايليتول، أو محليات بديلة مثل: الألولوز و(isomalto-oligosaccharides IMO)، ورغم اسمها فإن كحوليات السكر لا تحتوي على الكحول المعروف الموجود في المشروبات؛ لذا يمكن استهلاكها من قِبل الأطفال.
تتضمن الحلوى بدائل السكر والألياف الصناعية وشمع الكرنوبا
بحسب "Academy for Nutrition and Dietetics" تُعتبر بدائل السكر آمنة للأطفال الأكبر سناً إذا استُهلكت ضمن الحدود اليومية التي حددتها (FDA)، على سبيل المثال سيحتاج طفل يزن 40 رطلاً إلى تناول ما يعادل 4 عبوات من المشروبات الغازية الخاصة بالحمية لتجاوز هذه الحدود.
ورغم ذلك يشير الخبراء إلى أن مجرد كون الكمية آمنة من الناحية التنظيمية لا يعني أنها مفيدة صحياً، فبعض هذه المحليات أشد حلاوة بآلاف المرات من السكر الأبيض التقليدي ما قد يجعل الأطفال يعتادون على الأطعمة شديدة الحلاوة، وهو ما يزيد من شهيتهم تجاه السكر على المدى الطويل.
تلجأ بعض الشركات إلى إضافة الألياف الصناعية مثل ألياف الذرة القابلة للذوبان أو ألياف جذور الهندباء لتحسين القوام وزيادة المحتوى الغذائي، إلا أن هذه الإضافات لا تُعادل فوائد الألياف الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضراوات والبقوليات، كما أن إضافة الألياف لا يغيّر حقيقة أن هذه الحلوى لا تزال شديدة الحلاوة وهو ما قد يؤثر على سلوكيات الأكل عند الأطفال.
الألياف الصناعية لا تُعادل فوائد الألياف الطبيعية في الفواكه والخضراوات
يشير خبراء التغذية إلى أهمية مراقبة التأثير النفسي لمفهوم "الحلوى الصحية" على الأطفال، فاعتبار نوع معين من الحلوى "أفضل" قد يُشعر الطفل بالحرمان مقارنةً بأقرانه أو يدفعه إلى تناول كميات أكبر بدعوى أنها "مسموح بها"، مثل هذه الرسائل يمكن أن تزرع بذور علاقة غير صحية مع الطعام منذ سن مبكرة خاصة إذا ارتبطت بمفاهيم الوزن أو الشعور بالذنب تجاه الأكل.
في حالات خاصة مثل الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني قد تكون الحلوى منخفضة السكر خياراً مناسباً للمساعدة في التحكم بمستويات السكر في الدم، خاصة إذا كانت مصنوعة من محليات طبيعية مثل الستيفيا أو مستخلص فاكهة الراهب والتي لم تُربط بعد بتغييرات سلبية في ميكروبيوم الأمعاء، ومع ذلك يشدد المختصون على أن هذه الخيارات أيضاً يجب أن تُقدَّم باعتدال نظراً لغياب بيانات كافية حول تأثير بدائل السكر على صحة الأطفال على المدى البعيد.