أحلام اليقظة المفرطة تهدد صحتك العقلية.. 7 أعراض يجب الانتباه لها

بينما تجلس بهدوء تتذكر فجأةً موقف سابق حدث لك بكل تفاصيله أو تنغمس في تجربة جديدة تتمنى كما لو أنها حقيقية وتحدث بالفعل، فهذا يشير إلى أحلام اليقظة التي تحدث لكل فرد، لكنها قد تأخذ مجرى آخر عندما تفصلك عن الواقع ولا تكون غير قادر على التكيف مع من حولك، حيث تتحول إلى أحلام يقظة مفرطة يُطلق عليها كذلك "أحلام اليقظة غير التكيفية".

تُعد أحلام اليقظة المفرطة أكثر من مجرد شرود ذهني طبيعي، حيث تعيق الشخص عن القيام بوظائفه في الحياة اليومية، ما يؤدي إلى شعوره بالضيق، وبمرور الوقت تزيد وتيرة الخيالات، إذ يقضي فيها الشخص ساعات لدرجة أنه يشعر بالراحة خلالها بعيداً عن ضجيج البشر والتعامل معهم.

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة المفرطة تهدد صحتك العقلية

أعراض أحلام اليقظة المُفرطة

رغم أن أحلام اليقظة غير التكيفية غير معترف بها حالياً كاضطراب نفسي، لكن تشير أبحاث إلى أن الإصابة بالانفصام والوسواس القهري يلعبان دوراً في حدوثها، كما يرى الباحثون أن التخيل الطويل شكل من أشكال الإدمان السلوكي، حسب موقع "Verywell Health".

ومن بين الأعراض الشائعة المرتبطة بأحلام اليقظة المفرطة: الانغماس في الخيال لساعات طويلة باليوم لدرجة عدم التوقف، إضافةً إلى وجود تخيلات مُفصلة بوجود شخصيات وحبكة للحلم، حيث تظهر على المصاب ردود فعل واقعية كتعابير الوجه أو حركات الجسم وحتى تعبيرات لفظية.

إضافةً إلى كل ذلك يعاني الشخص من صعوبة في التركيز ومشكلات في النوم، وعدم القدرة على التفاعل مع البشر، إلى جانب الرغبة في مواصلة التخيل عند مقاطعته.


أسباب أحلام اليقظة المفرطة

لم تظهر الأبحاث حتى الآن، السبب الحقيقي وراء الإصابة بأحلام اليقظة غير التكيفية، لكن يعتقد الباحثون أنها وسيلة تكيف لمعالجة الصدمات السابقة والقلق الاجتماعي، حيث يمكن للأطفال أو الأشخاص من أعمار مختلفة التعرض لها كوسيلة للهروب من بيئة سامة ومؤلمة.

بالإضافة إلى معالجة الصدمات، فمن بين الأسباب الأخرى للإفراط في أحلام اليقظة تحقيق الأمنيات، ومكافحة الملل والعزلة وتخفيف الشعور بالحزن.

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة المفرطة تهدد صحتك العقلية

الفرق بين أحلام اليقظة الطبيعية والمفرطة

تتضمن أحلام اليقظة المفرطة في الغالب تخيلات عن العنف أو السلطة أو سيناريوهات لها علاقة بالهروب والإنقاذ، وبالتالي تدخل في عالم من الخيال على عكس أحلام اليقظة التقليدية.

تحدث أحلام اليقظة الطبيعية بالكامل في العقل، أما أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف تعد تجربة غامرة وغالباً ما تكون مصحوبة بحركات متكررة أو تعبيرات وجه أو عبارات لفظية، وفقاً لموقع "Sleep Foundation".


أحلام اليقظة المفرطة تهدد صحتك العقلية

تشخيص أحلام اليقظة المفرطة

لا توجد طريقة رسمية للتشخيص؛ لذا طور الباحثون اختباراً يُعرف بـ"مقياس أحلام اليقظة غير التكيفية" المكون من 14 جزءاً لتحديد الإصابة وتقييم شدة الأعراض من خلال الإجابة على أسئلة مثل:

ماذا يحدث في أحلام اليقظة؟ ما مدى حيويتها وتفصيلها؟

هل تستطيع أن تمنع نفسك من أحلام اليقظة؟ هل تريد ذلك؟

هل تتداخل أحلام اليقظة مع حياتك اليومية؟

وبسبب تشابه أعراض أحلام اليقظة المفرطة مع انفصام الشخصية، فيمكن الخلط بينهما إلى حد ما، لكن الفرق أن المصابين بأحلام اليقظة غير التكيفية يعرفون أن أحلامهم ليست حقيقية، على عكس الذين يعانون من الفصام يجدون صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال.

كما أن الأفراد الذين يعانون من أحلام اليقظة المفرطة يظهرون المزيد من أعراض الاكتئاب والقلق العام والقلق الاجتماعي والتفكك، ويكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، واضطراب الوسواس القهري.

ولأنه لا يوجد حتى الآن علاج مناسب ومحدد للحالة، فهناك بعض الطرق التي تساهم في التغلب عليها أولها طلب المساعدة من معالج الصحة العقلية، إضافةً إلى ممارسة التأمل والحفاظ على جدول منظم للنوم، والتعرض لأشعة الشمس وتناول كميات معتدلة من الكافيين إلى جانب تحديد المحفزات والضغوطات حولك.