الإصابة بنوبات متكررة من ألم الرأس تُمثِّل مصدر إزعاج للكثير دون الوصول إلى طريقة للتخفيف من حدته مهما تناولوا من مسكنات، لكن قبل البحث عن العلاجات المناسبة، يجب أولاً معرفة أنواع الصداع للوصول إلى طريقة الوقاية المناسبة.
ونظراً إلى أن الصداع مشكلة صحية عالمية، حظي بالاهتمام الكبير خلال السنوات الأخيرة بعد انتشاره بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بين المراهقين والشباب. وسعت دراسات إلى تقدير أعداد المصابين بين عامي 1990 و2019 في 204 دول بمختلف أنحاء العالم، وأظهرت النتائج وصول حالات الصداع النصفي وحده إلى 581 مليون حالة عالمياً، بحسب مجلة "The Journal of Headache and Pain".
رغم وجود 200 نوع من اضطرابات الصداع، فإننا نرصد لك الإصابات الأكثر شيوعاً التي تحدث في الغالب دون سبب معين، ويطلق عليها "الأنواع الأولية"، إضافة إلى تحديد المناطق المصابة في الرأس.
عند الإصابة به تختبر إحساساً بالضغط كأن شريطاً ضيقاً يلتف حول الجبهة والرأس لكنه ليس مؤلماً بشدة. وهذا النوع من الصداع لا يصاحبه غثيان أو قيء وحساسية للضوء أو الصوت، وينجم عن قلة النوم أو الجوع، إضافة إلى الجفاف والإجهاد.
من بين الأعراض المصاحبة، ألم العضلات في الرأس والرقبة والكتف، نتيجة توتر وتقلص العضلات في الجبهة والصدغ والفك والرقبة، وفق ما ذكره موقع "verywellhealth".
وهناك أعراض نادرة قد تصيبك إذا تكرر صداع التوتر، مثل الألم الشديد، وربما يحدث غثيان خفيف، وقد يحدث الصداع يومياً أو يأتي لمدة 15 يوماً في الشهر، كما أنه أكثر شيوعاً لدى النساء، ويستمر لساعات متواصلة.
من الأنواع المؤلمة جداً؛ حيث يسبب ضغطاً على العين ومنطقة جانبي الرأس التي يطلق عليها "الصُّدغ"؛ حيث يحدث على شكل نوبات تستمر من 15 دقيقة إلى 3 ساعات وتتكرر 8 مرات يومياً، وتصاحبه مجموعة من الأعراض، كتحفيز الدموع في العين، وسيلان الأنف إضافة إلى احمرار الوجه.
الإحساس بالخفقان على جانب واحد أو جانبين من الرأس من أشهر أعراض الصداع النصفي، وكأن أحدهم يضربك عدة مرات، كما يصاحبه الغثيان والقيء والانزعاج من الضوء والصوت. وينتج ذلك عن قلة النوم أو تخطي وجباتك المعتادة وإصابتك بالجفاف أو تقلبات الطقس.
يمكنك القيام ببعض الإجراءات التي تخفف من آلام الصداع بأنواعه الشائعة، بدلاً من تناول المسكنات؛ لذا اجعلها خيارك الأول وهي:
وفق مؤسسة "National Headache Foundation"، يمكن تخفيف الصداع باستخدام الثلج أو الحرارة. وهذا يعتمد على تفضيلات المصابين؛ فالبعض أوضح أن الكمادات الباردة تخفف آلام الصداع النصفي، ويرى آخرون أن الصداع الناتج عن التوتر يحتاج إلى الكمادات الدافئة للتخلص منه.
الإجراء يفيد المصابين بالصداع النصفي عن طريق توفير الراحة وتقليل التوتر إضافة إلى تعزيز الدورة الدموية، لكن إيمي روتنبرج طبيبة العلاج الطبيعي، نوهت بأن بعض الأشخاص حساسون للمس أثناء الإصابة بالصداع، ومن ثم قد لا تكون فكرة التدليك مناسبة للجميع.
رغم عدم وجود أدلة كافية على تأثير الزيوت العطرية على نوبات الصداع، فإن الكثير من المرضى أشاروا إلى دورها في الاسترخاء وتخفيف الألم. وأكدت جينيفر كليجلر طبيبة الأعصاب، لموقع " Everyday Health"، أن اللافندر من أكثر الزيوت المهدئة، سواء من خلال استنشاقه أو استخدامه موضعياً.
وترى إيمي روتنبرج طبيبة العلاج الطبيعي، أن الريحان من الأعشاب التي تتمتع بتاريخ طويل كعلاج منزلي للاسترخاء وكمسكن للألم؛ لأنه يساعد على ارتخاء العضلات ومن ثم يخفف التوتر.
من المعروف أن أحماض أوميجا 3 مضادة للالتهابات وتخثر الدم، وعند تناول أطعمة تحتوي عليها يمكنها تقليل مدة نوبات الصداع النصفي، فيما كشفت دراسات أخرى أهمية "أوميجا 6" لتخفيف آلام الصداع، الذي يمكنك الحصول عليه من بذور الكتان والصنوبر والفستق.