العمر البيولوجي للأعضاء.. اختبار دم بسيط يتنبأ بخطر الإصابة بالأمراض

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في University College London أن اختبار دم بسيط يمكنه تحديد العمر البيولوجي للأعضاء مما يساعد في التنبؤ بخطر الإصابة بالأمراض قبل سنوات أو حتى عقود، الدراسة التي نُشرت في The Lancet Digital Health تشير إلى أن تقدم عمر عضو معين بيولوجياً قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض تمتد إلى باقي أعضاء الجسم.

مفهوم العمر البيولوجي وفجوة العمرمفهوم العمر البيولوجي وفجوة العمر

مفهوم العمر البيولوجي وفجوة العمر

يُفرق الباحثون بين العمر الزمني وهو عدد السنوات منذ الولادة، والعمر البيولوجي الذي يعكس مدى تقدم خلايا وأعضاء الجسم في العمر بناءً على العوامل الوراثية ونمط الحياة، والفارق بينهما يُعرف بـ"فجوة العمر" وتعني الفجوة السلبية شيخوخة صحية متأخرة بينما تعني الفجوة الإيجابية تقدم العمر بسرعة أكبر من المتوقع.

تحليل بيانات آلاف المشاركين

شملت الدراسة 6,235 بالغاً من دراسة Whitehall II لموظفي الحكومة البريطانية، حيث تم تحليل عينات دمهم المأخوذة بين عامي 1997 و1999 ثم تمت متابعة حالتهم الصحية على مدى 20 عاماً، واستخدم الباحثون تقنية تحليل البروتينات لتحديد فجوات العمر البيولوجي في 9 أعضاء رئيسية من بينها القلب والدماغ والأمعاء والرئتين والكلى.

علاقة العمر البيولوجي بالأمراض المزمنة

وجدت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم فجوات عمرية كبيرة في أعضائهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ30 مرضاً من أصل 45 تم فحصها، على سبيل المثال كانت فجوة عمر القلب مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب لاحقاً، كما أن شيخوخة عضو واحد زادت من احتمالات الإصابة بأمراض متعددة وأدت إلى ارتفاع معدل الوفيات.

سلوكيات تدعم صحة القلب وتساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجيةشيخوخة الجهاز المناعي ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالخرف

الشيخوخة وعلاقتها بالتنكس العصبي

لاحظ الباحثون أن شيخوخة الجهاز المناعي ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالخرف، بينما تبين أن الأمعاء التي تشيخ بسرعة هي أقوى مؤشر على خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتدعم هذه النتائج دراسات سابقة ربطت الالتهابات المزمنة في الدم بزيادة خطر الخرف وضعف الحاجز المعوي بمرض باركنسون.

أهمية البحث وتحديات تطبيقه

ورغم الإمكانات الهائلة لهذا الاختبار، إلا أن هناك عقبات يجب تجاوزها قبل تطبيقه سريرياً، حيث إن هذه التقنية قد تُحدث تحولاً في الطب الوقائي، لكنها تحتاج إلى مزيد من التحقق والتوحيد القياسي.

وأشار جاغديش خوبشانداني، أستاذ الصحة العامة في New Mexico State University إلى أن استخدام هذه الفحوصات بشكل واسع يتطلب تجاوز تحديات تتعلق بالتكلفة وإمكانية الوصول، بالإضافة إلى الحاجة لتغيير سلوكيات الأفراد للحفاظ على صحة أعضائهم.