الجذام، أو داء هانسن، مرض مزمن مُعدٍ تسببه بكتيريا المتفطرة الجذامية، وعلى الرغم من أنه يُعتبر من الأمراض المهملة، إلا أنه لا يزال يشكل تحدياً صحياً في بعض أنحاء العالم، وهو يتخذ أشكالاً مختلفة، تتراوح بين الأعراض الجلدية الخفيفة إلى التأثيرات الشديدة على الأعصاب والأعضاء الداخلية.
إضافة إلى تأثيراته الجسدية، يمكن أن يكون لمرض الجذام تأثيرات عميقة على الصحة العقلية والاجتماعية للأفراد المصابين، حيث يواجه المرضى تحديات كبيرة بسبب الوصمة والتمييز، ما يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
في السطور التالية تستعرض "بوابة صحة" أنواع مرض الجذام المختلفة، مع التركيز على الأعراض المميزة لكل نوع، وتأثيره على الصحة العقلية للمصابين، وكيفية انتقاله من شخص لآخر.الجذام الدرني
يحدد عدد ونوع القروح التي ظهرت على المرضى نوع الجذام الذي يعانون منه، حيث تتنوع أشكاله بين:
يظهر في شكل بقعة أو بضع بقع شاحبة اللون على الجلد، وقد تكون هذه البقع متقشرة، يتسبب هذا النوع في تلف الأعصاب الموجودة تحت الجلد، ما قد يؤدي إلى فقدان الإحساس في المناطق المصابة، لكنه أقل انتشاراً وحدةً مقارنة بالأنواع الأخرى.
ينتشر على شكل طفح جلدي على مساحات واسعة من الجلد، ويصاحبه فقدان للإحساس وضعف في العضلات، وقد يؤثر أيضاً على الكلى والجهاز التناسلي عند الرجال والأنف، ويعد هذا النوع أكثر حدةً من الأنواع الأخرى، وقد ينتشر بسرعة إذا لم يتم علاجه.
يجمع بين أعراض الجذام الدرني والجذام الورمي، وقد يظهر على المريض أعراض من كلا النوعين، وتتراوح حدته بين الدرني والورمي، ويعتمد ذلك على عوامل مختلفة مثل استجابة الجهاز المناعي للمريض.
أظهرت مراجعة لدراسات عام 2020 حول الجذام وعلاقته بالصحة العقلية أن للجذام عواقب نفسية طويلة الأمد بسبب الضعف والوصمة، حيث حللت المراجعة 65 دراسة أبرزت تأثير العوامل الديموغرافية، ونمط الحياة، والعوامل الاجتماعية المصاحبة للمرض (الوصمة والتمييز) على الصحة العقلية للمرضى، وكشفت عن معاناتهم من الاكتئاب واضطرابات القلق، إضافةً إلى مشاعر الخوف والخجل وانخفاض احترام الذات ليس فقط لدى المصابين، بل لدى أطفالهم أيضاً، حسب مجلة Cambridge Prisms: Global Mental Health.ينتقل الجذام عن طريق الاتصال الجنسي
على الرغم من أن الجذام مرض معروف منذ القدم، إلا أن طريقة انتقاله لا تزال غير مفهومة بالكامل، ومع ذلك، هناك نظريات ودراسات توضح أنه يمكن أن ينتقل من خلال الرذاذ التنفسي، أو الاتصال المباشر والمطول مع شخص مصاب، لكنه لا ينتقل عن طريق المصافحة، أو العناق، أو الجلوس بالقرب من مصاب، أو من الأم الحامل للطفل، أو بـ الاتصال الجنسي، حسب موقع WebMD.