في السنوات الأخيرة أصبح من الملاحظ أن جيل Z والشباب من جيل الألفية يأخذون المزيد من أيام الإجازات المرضية مقارنةً بالأجيال السابقة؛ يعود ذلك بشكل رئيسي إلى الضغوطات النفسية التي يواجهها هذا الجيل، بما في ذلك القلق والاكتئاب، ورغم أن هذه القضايا تؤثر على جميع الفئات العمرية، إلا أن جيل Z يظهر حساسية أكبر تجاهها.
يأخذ جيل Z إجازات مرضية أكثر من الأجيال السابقة
أظهرت الدراسات أن جيل Z في المملكة المتحدة وأمريكا يفقدون حوالي يوم عمل أسبوعياً بسبب مشاكل الصحة النفسية، حيث يشير تقرير نُشر في very well health إلى أن الإرهاق النفسي يعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى غيابهم عن العمل، وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات أن العاملين في الفئة العمرية بين 25 و34 عاماً أكثر عرضة لأخذ إجازات مرضية مقارنة بالعاملين الأكبر سناً.
تتزايد هذه المشكلة بسبب العوامل البيئية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر على هذا الجيل، ففي دراسة أجراها مكتب الإحصاء الأمريكي خريف 2022، أبلغ 44% من الشباب بين 18-24 عاماً عن شعورهم المستمر بالتوتر، في حين اعترف 33% بالمعاناة من الاكتئاب أو الشعور بالحزن.
تعتبر مناقشة قضايا الصحة النفسية أكثر انفتاحاً في أماكن العمل لكن جيل Z يواجه تحديات خاصة في التعامل مع هذه القضايا.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة هارفارد، ديفيد روزمارين، إن الشباب يعانون من مستويات أعلى من القلق مقارنةً بالأجيال السابقة، موضحاً أن هذه الحساسية المتزايدة يمكن أن تساهم في توترات في بيئات العمل، حيث يطالب الموظفون الأصغر سناً بتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة.
دراسة أجراها موقع Protiviti أظهرت أن 37% من جيل Z أبلغوا عن انخفاض في الإنتاجية، خاصةً في بيئات العمل التي تضم مديرين أكبر منهم بعمر أكثر من 12 عاماً؛ هذا الانخفاض في الإنتاجية مرتبط بتوترات بين الأجيال في مكان العمل.
يواجه العاملون من جيل Z تحديات إضافية بسبب مرحلة النمو التي يمرون بها، حيث تُظهر الأبحاث أن الأشخاص في الفئة العمرية 18-26 عاماً في مرحلة تطور إدراكي واجتماعي وعاطفي مستمر، كما أن جائحة كوفيد-19 كانت من العوامل الرئيسية التي أثرت بشكل كبير على هذا الجيل، ورغم مرونتهم الأكبر مقارنةً بالأجيال السابقة أظهر جيل Z مقاومة أقل للتعامل مع الضغوط النفسية الناجمة عن الجائحة.
يجب على أصحاب العمل دعم جيل Z وتوفير بيئة عمل صحية
تشير دراسات مثل تلك التي أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) في عام 2023 إلى أن 57% من العاملين يفضلون العمل في بيئة تهتم بالرفاه النفسي والعاطفي، وتعمل العديد من الشركات الآن على توفير بيئات مرنة تشمل العمل عن بُعد وامتيازات مثل وجبات غداء مجانية وأنشطة لتعزيز الروح المعنوية.
أيضاً، أظهرت دراسات أخرى أهمية الشبكات الاجتماعية في تقليل الإرهاق الوظيفي، على سبيل المثال أوصت دراسة يابانية على المهنيين الصحيين بتصميم بيئات العمل بطريقة تدعم التفاعل الاجتماعي والتعاون، كما تستخدم بعض الشركات استطلاعات قصيرة عبر تطبيقاتها لجمع آراء الموظفين حول رفاههم، ما يساهم في تحسين بيئات العمل.