توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة واترلو بكندا ونُشرت في Computers in Biology and Medicine إلى أن الإفطار المثالي يختلف بين الرجال والنساء، حيث يعد الإفطار الغني بـ الكربوهيدرات هو الأنسب للرجال لتحقيق مستويات الطاقة المثلى وصحة جيدة، بينما قد تستفيد النساء أكثر من الوجبات الغنية بالدهون، هذا الاختلاف في نوع الإفطار يمكن أن يساعد أيضاً في فقدان الوزن والحفاظ عليه من خلال تحسين عملية الأيض.
نوع الإفطار يساعد على فقدان الوزن وتحسين عملية الأيض
الأيض هو سلسلة من العمليات الكيميائية التي يحوّل من خلالها الجسم المواد الغذائية إلى طاقة، الدراسة اعتمدت على نموذج رياضي لمحاكاة تأثير الأطعمة المختلفة على أيض الرجال والنساء، ورغم أن البحث الطبي ركز تقليدياً على صحة الرجال إلا أن هناك نقصاً في البيانات حول تأثير الطعام على أيض النساء، وفي هذا الصدد تهدف الدراسة إلى سد هذه الفجوة عبر تحليل كيفية معالجة الرجال والنساء للدهون بشكل مختلف.
تميل النساء إلى الاعتماد أكثر على عملية أيض الدهون (الأحماض الدهنية) مقارنةً بالرجال الذين يفضلون أيض الكربوهيدرات، وقد أظهرت الدراسة أن هذه الاختلافات تؤدي إلى استجابات أيضية مختلفة، ما يساهم في تفاوت مخاطر الإصابة بالأمراض، ومن هنا تأتي أهمية فهم هذه الاختلافات للحصول على صحة أفضل.
الرجال يفضلون الأطعمة الغنية بـالكربوهيدرات
بالنسبة للرجال ينصح خبراء التغذية مثل ميشيل روثنشتاين؛ اختصاصية التغذية الوقائية في EntirelyNourished، باختيار الإفطار الغني بالكربوهيدرات والمتوازن من حيث المغذيات الكبيرة، من الخيارات المناسبة: الشوفان، السموثي المتوازن أو وعاء من التوت والمكسرات مع الزبادي، هذه الأطعمة تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة وتدعم عملية الأيض الكربوهيدراتي.
أما بالنسبة للنساء، أوصت "روثنشتاين" بتناول أطعمة غنية بالدهون الصحية غير المشبعة من بين الخيارات التي يمكن أن تساعد النساء على تحسين صحتهن: بودينغ الشيا، وعجة البيض مع الخضراوات، أو الجبن القريش مع بذور الكتان والتفاح، هذه الأطعمة تدعم أيض الدهون وتساعد في الحفاظ على صحة القلب.
حسب دراسة ليتون، الباحثة الرئيسية في جامعة واترلو، يُعتقد أن النساء يعتمدن بشكل أكبر على أيض الدهون بسبب الاختلافات في الكبد والأنسجة الدهنية، موضحةً أن كبد الأنثى يوجه المزيد من الجليسرول نحو التكوين الجديد للجلوكوز، ما يقلل من تحلل الجليكوجين في الجسم، هذه الآلية تساهم في تعزيز أكسدة الأحماض الدهنية الحرة، ما يزيد عملية أيض الدهون.
أيض الدهون أسرع لدى النساء
تتفاوت احتياجات الرجال والنساء الغذائية بشكل ملحوظ، فبينما يخزن الرجال الدهون أقل تحرق النساء الدهون بشكل أكثر كفاءة أثناء التمارين الرياضية الطويلة، وتستفيد منها بشكل أفضل بعد فترات الصيام، هذه الاختلافات مدفوعة بشكل رئيسي بالهرمونات مثل الإستروجين الذي يساعد النساء على تلبية احتياجاتهن الغذائية أثناء الحمل والرضاعة.