تشهد الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الإصابة بعدوى Mycoplasma pneumoniae أو ما يُعرف بـ"الالتهاب الرئوي المتنقل" خاصة بين الأطفال، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) يُعد التهاب الرئة المتنقل شكلاً أخف من التهاب الرئة التقليدي، ورغم أن حوالي مليوني إصابة تحدث سنوياً إلا أنه يصعب تحديد العدد الدقيق بسبب غياب النظام الوطني لتتبع الإصابات.
التهاب الرئة المتنقل ينتشر أكثر بين الأطفال في سن المدرسة
يُعد التهاب الرئة المتنقل أكثر شيوعاً بين الأطفال في سن المدرسة، والمراهقين، والشباب، رغم أنه نادراً ما يتم تشخيصه لدى الأطفال دون سن المدرسة الذين هم أكثر عرضة للعدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي السفلي أو الالتهاب الرئوي البكتيري التقليدي، وتنتقل العدوى عبر الرذاذ التنفسي عند السعال أو العطس ما يسهل انتقال البكتيريا من شخص لآخر.
بينما لم يُحدد سبب واضح لهذا الارتفاع في الإصابات، تشير بعض العوامل مثل الطقس الدافئ وعودة الأطفال إلى المدارس وعودة البالغين للعمل الشخصي إلى هذا التزايد، كما أكدت شيرون ناتشمان، رئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال في Stony Brook Children’s Hospital، مشيرة إلى أن الفجوات المناعية الناتجة عن قلة التعرض للجراثيم خلال جائحة كوفيد-19 قد تساهم في ارتفاع الحالات الحالية.
تتشابه أعراض التهاب الرئة المتنقل للعدوى التنفسية العلوية
يتميز التهاب الرئة المتنقل بأعراض مشابهة للعدوى التنفسية العلوية مثل الحمى، وسيلان الأنف، والسعال، والتي قد لا تكون مميزة لفيروس أو بكتيريا محددة، ومع ذلك تبرز العدوى عادة بسعال مستمر قد يستمر لأسابيع أو حتى أشهر، حيث تؤثر العدوى على الأهداب في الرئتين التي تساعد عادة في إزالة المخاط والبكتيريا.
وفي الأطفال قد تكون العدوى خفيفة أو دون أعراض، لكن الأشخاص ذوي جهاز المناعة الضعيفة قد يعانون من مشاكل في التنفس، وتشمل الأعراض الأخرى الشائعة التعب، والقشعريرة، وضيق التنفس.
يمكن التمييز بين التهاب الرئة المتنقل والزكام العادي من خلال ملاحظة طريقة انتشار العدوى داخل الأسرة وعادةً ما تنتشر العدوى الفيروسية بسرعة بين أفراد الأسرة، بينما إذا استغرق انتشار المرض أسبوعاً أو أكثر بين الحالات وقد تكون العدوى ناتجة عن Mycoplasma.
لا توجد لقاحات للوقاية من عدوى Mycoplasma ولذلك إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من ضيق في التنفس، وصفير، أو صعوبة في إتمام الجمل، يجب استشارة الطبيب فوراً، كما أن صعوبة الرضاعة قد تشير إلى عدوى أكثر خطورة.
ومن المهم أيضاً ملاحظة أن العديد من مقدمي الرعاية الصحية قد لا يفحصون عدوى Mycoplasma أو لا يتوفر لديهم اختباراً لذلك، مما يجعل التشخيص صعباً، ولكن إذا اشتبه الطبيب في الإصابة يتم عادةً وصف مضادات حيوية مثل الأزيثرومايسين أو الدوكسيسيكلين.