ما مقدار النوم الذي يحتاجه الجسم عند التقدم في العمر؟

النوم ضروري لجميع الأعمار لكن هناك اعتقاد خطأ بأن كبار السن يحتاجون إلى نوم أقل، وفقاً للخبراء يحتاج الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر إلى نفس كمية النوم التي يحتاجها البالغون الأصغر سناً، أي ما بين 7 إلى 9 ساعات يومياً.

النوم المتأخر ومرض السكريالنوم لدى كبار السن

تأثير التقدم في العمر على النوم

مع التقدم في العمر قد تواجه أجسامنا تحديات في النوم مثل الإعاقات والأمراض المزمنة والتي تؤثر على نصف الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاماً وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم النفس، إلى جانب ذلك يؤثر التقدم في العمر على إيقاع الساعة البيولوجية ما يجعل الأشخاص الأكبر سناً ينامون ويستيقظون في وقت مبكر، كما أن هرمون الميلاتونين، الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ ينخفض مع التقدم في العمر، ما يزيد من صعوبة الحصول على نوم مريح.

قال الدكتور راج داسغوبتا، مدير برنامج الإقامة في الطب الباطني في مستشفى هنتنغتون ميموريال: "مع التقدم في العمر يتغير نمط النوم حيث يصبح أخف وأكثر تفتتاً هذا يجعل كبار السن يستيقظون بشكل متكرر أثناء الليل، ويعود ذلك إلى التغيرات الطبيعية في الساعة البيولوجية أو تأثير الأدوية أو الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل أو انقطاع النفس أثناء النوم".

لماذا النوم مهم لصحة الشيخوخة؟

أظهرت دراسات نُشرت في Journal of Sleep Research أن نقص النوم في كبار السن يزيد من خطر الإصابة بالخرف، تدهور الوظائف الإدراكية، والاكتئاب، إلى جانب التأثير السلبي على صحة القلب والأيض، أما النوم الجيد يساهم في تحسين الذاكرة والمزاج ويدعم الصحة العامة ويعزز وظائف القلب والجهاز المناعي، كما يساعد النوم الكافي في تقليل خطر الحوادث والسقوط نتيجة تحسين التركيز والتنسيق.

سلوكيات تدعم صحة القلب وتساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجيةنقص النوم في كبار السن يزيد من خطر الإصابة بالخرف

كيفية تحسين جودة النوم مع التقدم في العمر

للحصول على نوم أفضل في الشيخوخة يجب الاهتمام بما يُعرف بـ"نظافة النوم" وهي مجموعة من العادات اليومية التي تساهم في تحسين جودة النوم، من خلال الالتزام بروتين يومي للنوم مثل الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، يمكن أن يساعد إنشاء روتين مهدئ قبل النوم، والحفاظ على غرفة النوم مظلمة وهادئة، وتجنب القيلولات الطويلة خلال النهار.

تقليل الكافيين والكحول في المساء يلعب دوراً مهماً أيضاً، كما أن ممارسات مثل التأمل واليقظة تساعد في تحسين جودة النوم، إضافةً إلى الحفاظ على نظام غذائي صحي ومستويات نشاط بدني مناسبة.

الحذر من استخدام مساعدات النوم

على الرغم من أن بعض الأدوية قد تكون ضرورية لعلاج المشاكل الصحية التي تؤثر على النوم مثل الألم أو القلق، إلا أن استخدام مساعدات النوم لفترات طويلة قد يؤدي إلى آثار جانبية ويجب تجنب الاعتماد عليها، بدلاً من ذلك يُفضل دمج الأدوية مع العلاج السلوكي الإدراكي لضمان تأثير مستدام وصحي للنوم.