عند سماع المريض حاجته إلى إجراء عملية جراحية يشعر بالقلق والخوف من المضاعفات وآثار الجروح التي لا تختفي، لكن في عصرنا الحالي، ومنذ نحو 20 عاماً، ظهرت الجراحة الروبوتية التي يُطلق عليها أيضاً الجراحة بمساعدة الروبوت في دول أوروبية، وتحديداً بالولايات المتحدة الأمريكية، كما انتشرت كذلك منذ سنوات أقل في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
الأجهزة المدعومة بالروبوت حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) في العديد من التخصصات، كما أن الروبوت أصبح تقنية أساسية في عمليات إزالة البروستاتا واستئصال الرحم، وجراحات السمنة والفتق، وأصبحت شائعة في عمليات استبدال مفصل الورك والركبة، وفق ما ذكره موقع "WebMD".
وبالنسبة إلى عمليات زرع الكلى، فإن العمليات الجراحية بمساعدة الروبوت أصبحت رائدة، كما أعلنت كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس عن أول عملية زراعة كبد روبوتية في الولايات المتحدة.
ويعتبر نظام "دافنشي" هو النظام الآلي الأكثر استخداماً؛ حيث وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لأول مرة في عام 2000، وأجازت نماذج أحدث منذ ذلك الحين. واليوم يُستخدَم أكثر من 7500 نظام جراحي دافنشي في 69 دولة عبر 6 قارات.
تشير بيانات إلى أن الجراحة بمساعدة الروبوت تساعد في تقليل النزيف والتندُّب ووقت الشفاء، كما تسمح للمريض بالإقامة لفترة أقصر في المستشفى مقارنةً بالجراحة التقليدية.
يحصل الخاضعون للجراحات المفتوحة التقليدية في الطبيعي على المسكنات لمدة أسبوع بعد العودة إلى منازلهم، لكن بعض المرضى ليسوا بحاجة إلى مسكنات الألم بعد الجراحة الروبوتية، كما يتعافى المرضى أسرع، ويمكنهم العودة إلى العمل وممارسة الأنشطة في غضون أسابيع قليلة؛ فعمليات زرع الكلى غير المؤلمة تبدو كأنها خيال، لكنها أصبحت حقيقة.
تعطي الروبوتات للجراحين مهارات خارقة؛ حيث يمكنها تصحيح أي ارتعاش في يد الجراح، كما يُسمح له برؤية الأماكن التي يصعب رؤيتها من خلال تحريك الكاميرا والأدوات الصغيرة إلى أماكن لا تستطيع اليد البشرية الوصول إليها.
وقال توماس باشاك جراح زراعة الكلى والكبد الآلي في مستشفى جامعة كولورادو، إنه يستطيع بمساعدة الروبوت ضبط حركات الذراع الروبوتية لتتحرك بمعدل عُشر حركة يديه الطبيعية.
كما أشار محمد بيدون الجراح في "مايو كلينك"، إلى أنه في جراحات العمود الفقري، تستطيع الروبوتات تقليل إمكانية وضع المسمار في غير موضعه، وهذا يقلل من أخطاء الاضطرار إلى إزالة المسمار واستبدال آخَر به.
أشهر الجراحات الروبوتية التي يتم إجراؤها يومياً بغرف العمليات في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية تضم:
يستخدم الروبوت في جراحات الجهاز الهضمي بالمنظار؛ لإزالة المرارة أو إصلاح الفتق، كما يعالج هذا النوع من الجراحات سرطان القولون والمستقيم وأمراض المرارة.
في حالة النساء المصابات بالأورام الليفية وبطانة الرحم وتكيس المبايض، يمكن استخدام الجراحات الروبوتية في استئصال الرحم، على سبيل المثال؛ حيث تترك جروحاً طفيفة تُشفَى بشكل أسرع.
تستخدم تقنية الجراحات الروبوتية في إصلاح هبوط الصمام التاجي والشرايين المسدودة؛ حيث تساعد الجراحين في الوصول إلى المناطق الحساسة، وفق ما ذكره موقع "Health News".
يمكن علاج التهاب المفاصل وإجراء عمليات مثل الحصول على ركبة أو ورك؛ حيث يساعد الروبوت على وضع مفصل جديد بشكل أكثر دقةً.
كما أن الروبوت المساعد لديه القدرة على إزالة الأورام الناتجة عن سرطان الحلق أو الغدة الدرقية أو إعادة بناء فك المريض.
وتُستخدَم تقنية الروبوت في عمليات الدماغ والعمود الفقري، مثل استئصال ورم في المخ أو دمج الفقرات.
الجراحة الروبوتية قد لا تكون مناسبة لذوي الوزن الزائد الذين يعانون من اضطرابات صحية تجعلهم أكثر عرضةً لخطر مضاعفات الجراحة.
كما أن هذا النوع من الجراحات تستغرق وقتاً أطول في بعض الأحيان، وهذا لا يناسب جميع المرضى، إضافةً إلى تكلفة شراء وصيانة الأنظمة الجراحية الروبوتية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية للمرضى وشركات التأمين.
تتطلب الجراحة الروبوتية تدريباً متخصصاً للغاية لكل من الجراحين وموظفي الدعم. ويستغرق التدريب وقتاً أطول وتكلفة، وقد لا يستطيع الجراحون الوصول إلى الموارد اللازمة، إضافة إلى افتقادهم ردود الفعل الحسية أثناء الجراحة الروبوتية.