تعد الأمراض القلبية شائعة؛ وبينما يعرف الكثيرون فشل القلب الاحتقاني ومرض الشريان التاجي، فإن مرض صمامات القلب (HVD) قد يكون شائعاً أيضاً ولكنه غالباً ما يكون غير مشخّص، إذ أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "European Heart Journal—Cardiovascular Imaging" أن مرض صمامات القلب منتشر بين البالغين المسنين وغالباً ما يكون غير مكتشف عبر الفحوصات التقليدية.
أجريت الدراسة على 4,237 بالغاً صحياً تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً وأكثر لإجراء فحص تخطيط صدى القلب، وجدت الدراسة أن أكثر من ربع الأشخاص الذين خضعوا للفحص يعانون من مرض صمامات القلب، على الرغم من أن معظم الحالات كانت خفيفة وغير مصحوبة بأعراض.
صمامات القلب يحدث عندما يضيق صمام أو أكثر
مرض صمامات القلب يحدث عندما تصبح واحدة أو أكثر من صمامات القلب الأربعة متسربة أو ضيقة جداً، ما يؤثر على وظيفة القلب ويقيد تدفق الدم، وفقًا للدكتور روهيت فوبولوري من Chicago Heart and Vascular Specialists، فإن معظم المرضى لا تظهر عليهم أعراض ويعانون من درجات خفيفة أو معتدلة من المرض.
تشمل الأعراض: ضيق التنفس، ألم الصدر، الوذمة الطرفية (تورم في القدمين والكاحلين)، التعب، الدوخة، والإغماء، ويمكن أن يحدث المرض في أي عمر ولكنه يُكتشف مبكراً عادةً عندما يكون ناتجًا عن صمام غير طبيعي منذ الولادة ويظهر على شكل لغط قلب.
في حالات مرض صمامات القلب المتأخرة، يكون المرض أكثر تدريجية وغالباً ما يكون ناتجاً عن تراكم الكالسيوم أو تشوه الصمامات بسبب ارتفاع ضغط الدم وتضخم القلب، ويمكن أن تسهم الانسدادات الشريانية أيضاً في تفاقم الحالة، والأعراض عادة لا تظهر حتى يصبح المرض شديداً، وقد يتكيف الجسم في البداية لتعويض الأعراض.
قد يتطلب تشخيص مرض صمامات القلب تعديل نمط الحياة فقط، حيث يمكن للمرضى الذين يعانون من مرض خفيف أو معتدل أن يعيشوا لسنوات دون الحاجة لجراحة إذا تم اكتشاف المرض مبكراً، ويوصي الأطباء غالباً بأساليب إدارة مثل التحكم في ضغط الدم، تقليل الكوليسترول، الإقلاع عن التدخين، وبدء برنامج رياضي.
جراحات القلب إما عملية قلب مفتوح أو عبر القسطرة
قرار التدخل الجراحي يعتمد على الصمام القلبي المتأثر؛ في حالات مرض صمام الأبهر أو الصمام الميترالي المتسرب، قد يُنصح بالإجراء الجراحي حتى بدون أعراض، ومع ذلك يجب مناقشة هذا القرار مع الطبيب قد يفضل بعض المرضى الانتظار حتى تزداد الحالة سوءًا ليكونوا مؤهلين لإصلاح أقل توغلاً.
عند الحاجة لجراحة تتوفر الآن عدة خيارات؛ سواء الطريقة التقليدية والتي تشمل استبدال أو إصلاح الصمام والتي قد تتطلب جراحة قلب مفتوح، ومع ذلك يفضل العديد من الأطباء الآن اللجوء إلى جراحات عبر القسطرة مثل استبدال صمام الأبهر عبر القسطرة (TAVR)،MitraClip لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي، و TriClip لعلاج ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات.