أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وباءً خفياً، يدمر الصحة النفسية والجسدية لبعض الأمهات الجُدد، بسبب نشر صورة مغلوطة عن الشكل المثالي للأمهات بعد الإنجاب من قبل "الأمهات الإنفلونسر"، كما أن الفيديوهات المضللة المتعلقة بوسائل منع الحمل تنشر معلومات خطأ تؤثر سلباً عليهن، عندما يفكرن في الإنجاب مرة أخرى.
وسائل منع الحمل التي يستخدمها العديد من النساء، وتساعدهن على تنظيم النسل، أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك نساء يشككن فيها بالرغم من عدم وجود أدلة طبية تثبت ادعاءاتهن، وينشرن صوراً سلبية عن المظهر الخارجي للأمهات بعد الإنجاب مباشرةً، ما يزيد معدلات التوتر والمشاكل النفسية لدى الأمهات الجُدد.
وللكشف عن مدى الضرر الصحي الذي تسببه مواقع التواصل الاجتماعي، بحثت دراسة أمريكية جديدة في تأثير المواقع المضللة على "الأمهات الجُدد"، وتبين أنهن أكثر عرضة للإصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب، وتدهور الحالة النفسية، نقلاً عن "Nypost".
أشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Broadcasting & Electronic Media Research" إلى أن الصور المثالية للأمومة -المنزل النظيف، والأطفال السعداء، والمكياج- التي يتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد معدلات الاضطرابات النفسية.
قام الباحثون في جامعة نبراسكا-لينكولن باستطلاع آراء 464 أم جديدة بالولايات المتحدة الأمريكية لتحليل ما إذا كانت ظاهرة الشخصية المثالية التي يتم الترويج لها من قبل "الأمهات الإنفلونسر"، تؤثر سلباً في مفهوم الأمومة، وخلص الباحثون إلى أن الأمهات يمرن باكتئاب ما بعد الحمل، وتظهر أعراضه واضحة بعد الإنجاب، وبالتالي التعرض لهذه الحياة الزائفة يؤثر سلباً في صحتهن، ويمتنعن عن الرضاعة الطبيعية، وهناك من يتوقفن عن استخدام وسائل منع الحمل خوفاً من آثارها الجانبية.
يوجد مقاطع فيديو مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي -خاصةً "تيك تيك"- تشوه سمعة وسائل منع الحمل الهرمونية، بأنها تسبب زيادة الوزن، وتؤدي إلى العقم والاكتئاب والقلق.
وفي هذا الإطار، قال مايكل بيلمونت، طبيب أمراض النساء والتوليد، وخبير تنظيم الأسرة في الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، إن الناس يضعون أنفسهم كخبراء فيما يتعلق بوسائل منع الحمل، ويتحدثون عن أشياء لا يدعمها العلم، مضيفاً أن النساء يلجأن في كثير من الأحيان لإجراء عمليات الإجهاض بعد تصديقهن لما يرونه على وسائل التواصل، حول مخاطر وسائل منع الحمل الهرمونية.
هناك نصائح يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار وسائل منع الحمل، تتضمن: الصحة العامة، والرغبة في إنجاب الاطفال في المستقبل، والعلاقة الزوجية، والحماية من الأمراض المنقولة جنسياً، نقلاً عن "Medicalnewstoday".
الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام الإباضة من وسائل منع الحمل الطبيعية، لكن ينبغي أن تكون الزوجة لديها دورة منتظمة، ويسهل التنبؤ بها، وعند تطبيق هذه الطريقة بشكل صحيح تكون فعالة بنسبة 99%، ولكن الإحصائيات تشير إلى أن واحدة من كل 9 إناث تستخدمها تصبح حاملاً سنوياً، ما يجعل الفاعلية أقرب إلى 89%، وبالتالي لا يوصي بها الأطباء.
تقل فرص الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية خلال 6 أشهر من الولادة –طالما لم تبدأ الدورة الشهرية مرة أخرى-، والسبب هو أن مستويات الهرمونات تكون في حالة من عدم الاتزان، أي لم تعد بعد إلى حالتها التي كانت عليها قبل الحمل، فلا تحدث إباضة ولا حيض، ما يجعلها من وسائل منع الحمل الطبيعية والآمنة بشكل كبير، ولكنها تكون مفيدة فقط خلال الرضاعة.