لم يتعافَ العالم بعد من آثار فيروس كورونا، وما زالت هناك سلالات جديدة تظهر، آخِرها المتحور JN.1، ويبدو أن تأثير تلك السلالات تجاوز الجهاز التنفسي ووصل إلى الدماغ.
أعراض متحور فيروس كورونا الجديد JN.1 تتشابه مع غيره من المتحورات السابقة، وتشمل الأعراض سيلان الأنف واحتقان الحلق، والسعال، والحمى، والقشعريرة، وضيق التنفس، وآلام العضلات، وفقدان حاستَي الشم والتذوق.
وعندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية، فهناك احتمالية أن يكون الفصام هو أحد الآثار الجديدة الناتجة عن المتحور الجديد، بحسب "Timesofindia".
باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية، أجروا دراسة على 19 مليوناً و344 ألفاً و698 مصاباً بكورونا، من فئات عمرية متنوعة، وحللوا معدل خطر ظهور أعراض الفصام والاضطراب الذهاني – وهي الأوهام والهلاوس الناتجة عن المشاكل العقلية – على مصابي كورونا، خلال 3 فترات زمنية مختلفة من الإصابة بالفيروس: 0–21 يوماً، و22–90 يوماً، وأكثر من 90 يوماً بعد الإصابة.
وأظهرت النتائج أن المصابين بفيروس كورونا لديهم أعراض واضحة ومستمرة من الفصام بنسبة أعلى بشكل ملحوظ من الذين يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، الذين جاءت نتائجهم سلبية في المختبر.
الفصام هو اضطراب عقلي حاد يدفع المريض إلى التفكير في الأشياء السلبية، وتخيل أمور غريبة لا تتعلق بالواقع، كما أن المُصاب يعيش في حالة من التصورات غير الطبيعية، ويظهر عادةً في مرحلة البلوغ المبكر؛ ما يؤثر على قدرة الشخص على أداء وظائفه في الحياة اليومية. وتشمل الأعراض الشائعة، الهلوسة (تصورات حسية زائفة)، والأوهام (معتقدات زائفة لا يتقبلها العقل)، وتشتت التفكير، وتدهور الأداء الاجتماعي أو المهني.
وبالرغم من أن الأسباب الدقيقة للإصابة بالفصام غير معروفة، فإن هناك عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالفصام، أو تُحفِّز هذه الحالة المرَضية، ومنها وجود تاريخ عائلي من الإصابة؛ فإذا كان أحد والديك يعاني من هذه المشكلة العقلية يمكن أن تكون أكثر عرضةً للإصابة.
وبجانب ذلك، تعد بعض مضاعفات الولادة والحمل – مثل سوء التغذية، أو التعرض للسموم أو الفيروسات التي قد تؤثر على نمو الدماغ – من العوامل المحفزة؛ لذا تحتاج المرأة للذهاب إلى الطبيب على الفور عند ظهور هذه الأعراض، كما أن تناول الأدوية التي تغير كيمياء المخ – أي ذات التأثير النفسي – يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالفصام، وخاصةً خلال سنوات المراهقة ومرحلة البلوغ المبكر، بحسب "Mayoclinic".
وبناءً على ذلك، يحتاج المصابون بفيروس كورونا إلى رعاية صحية عقلية، والذهاب إلى معالج نفسي بعد التعافي؛ لكي يعيشوا بشكل سليم؛ لأن من المتوقع أن يتعرضوا لحالة من الأوهام خوفاً من الإصابة مرة أخرى بالمرض؛ لذا يتصورون دائماً أسوأ السيناريوهات، ولا يستطيعون الاندماج في المجتمع مرة أخرى.