قد يقلل السنوس -منتج تبغ خالٍ من الدخان- من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وسرطان الرئة، والسكتة الدماغية، وانتفاخ الرئة مقارنةً بالسجائر التقليدية، حسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ولكن هل يمكن أن تكون بدائل التبغ الخالية من الدخان حلًا للتخفيف من الأضرار الصحية الناتجة عن التدخين؟ أم أن المخاطر المرتبطة بها تظل قائمة؟
يتميز السنوس بتركيبته البسيطة التي تشمل عدداً محدوداً من المكونات الأساسية مثل الملح وكربونات الصوديوم والماء، مع إضافة بعض المركبات العطرية كالنعناع أو القرنفل لتحسين النكهة، وينتشر هذا المنتج بشكل رئيسي في بعض مناطق شمال أوروبا والولايات المتحدة، كما يشهد نمواً ملحوظاً في شعبيته بجنوب إفريقيا.
ما هي مكونات السنوس؟
وجدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي قامت بحظر هذا المنتج في أوائل تسعينيات القرن الماضي، باستثناء السويد حيث ظل مسموحاً به.
ويُباع السنوس عادةً في شكل أكياس صغيرة تحتوي على تبغ مسحوق، ويتم استخدامه بوضعه بين الشفة العليا واللثة، حيث يمتص الجسم المكونات النشطة عبر الأغشية المخاطية.
يرتبط استخدام السنوس ببعض المخاطر، مثل زيادة خطر الإصابة بورم خبيث في المريء، وأيضاً أورام البنكرياس والفم والقولون والمستقيم والرئة، كما أنه يسبب النوبة القلبية، ويؤدي أيضاً إلى الإصابة بالسكري، هناك ما يقارب 38.4 مليون أمريكي مصابون بالسكري، ومن بينهم 14.6% مدخنون، بحسب موقع Verywell Health.
ويعد المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 30% إلى 40%، بسبب ارتفاع مستويات النيكوتين الذي يقلل من فعالية الإنسولين في الجسم.
هل يساعدك السنوس على الإقلاع عن التدخين؟
رغم اعتبار استخدام السنوس أقل خطورةً من تدخين السجائر التقليدية، إلا أنه لا يخلو من المخاطر الصحية الجدية، حيث تشير الدراسات إلى ارتباطه الوثيق بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إضافةً إلى مشكلات صحية أخرى لا يمكن تجاهلها.
ويكشف موقع WebMD الطبي عن إشكالية كبرى في استخدام السنوس، حيث يلجأ بعض المدخنين إليه كبديل مؤقت عندما لا يتمكنون من إشعال السجائر، ما يحول دون إقلاعهم الحقيقي عن تعاطي التبغ.
هذه الممارسة تحبط محاولات الإقلاع الكامل عن النيكوتين، وتُبقي المستخدمين في دائرة الإدمان دون تحقيق الفوائد الصحية المرجوة من التوقف عن التدخين التقليدي.
هل السنوس وسيلة للإقلاع عن التدخين؟
يثير السنوس جدلاً واسعاً بين الخبراء، حيث يرى مؤيدوه أنه قد يكون أداةً مساعدةً للإقلاع عن التدخين، ما قد يُحدث تحسناً في صحة المدخنين، لكن الأدلة المتزايدة حول آثاره الصحية الضارة، مثل ارتفاع خطر الإصابة بـ السكري من النوع الثاني، تُضعف من مصداقية هذه الدعوى.
ويتبنى بعض الباحثين رأياً وسطياً، حيث يصنفون السنوس من حيث درجة الخطورة بين علكة النيكوتين والسجائر التقليدية، فإذا كان أقل ضرراً من تدخين التبغ، فإنه يظل أكثر خطراً من بدائل النيكوتين المعتمدة طبياً مثل العلكة أو اللاصقات، ما يجعله خياراً غير أمثل للإقلاع الفعّال.