في ظل تنوع الحميات الغذائية المنتشرة مثل الكيتو أو الصيام المتقطع وتعدد برامج التمارين من الكارديو إلى رفع الأثقال قد يبدو أن الطريق لفقدان الوزن لا يخلو من الخيارات، إلا أن دراسة حديثة سلطت الضوء على أداة تقليدية ولكن فعالة للغاية: عدّ السعرات الحرارية.
رغم أن مراقبة النظام الغذائي باتت موضة قديمة في نظر البعض ومرتبطة بالملل والانزعاج فإن البحث الجديد يثبت أنها فعالة وتستغرق وقتًا أقل مما هو متوقع، فقط 15 دقيقة يوميًا كفيلة بأن تجعل من تسجيل ما تأكله عادةً تؤتي ثمارها.
15 دقيقة يوميًا قد تغيّر كل شيء
في دراسة نُشرت في مجلة "Obesity" راقب باحثون من جامعة فيرمونت وجامعة ساوث كارولاينا سلوكيات المراقبة الذاتية لنظام الأكل لدى 142 شخصًا التحقوا ببرنامج إنقاص وزن عبر الإنترنت، اشترطت الدراسة أن يكون المشاركون لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) بين 25 و50 وألا يعانوا من أمراض تؤثر على الوزن وألا يشاركوا في برامج أخرى مع توفر اتصال ثابت بالإنترنت.
خلال ستة أسابيع؛ كان المشتركون يشاركون أسبوعيًا في جلسات جماعية عبر الإنترنت تحت إشراف اختصاصي تغذية ويقومون بتسجيل وجباتهم باستخدام أدوات رقمية، النظام سجل كل ما يتعلق بعدد مرات تسجيل الدخول والوقت الذي استغرقه كل شخص في عملية التدوين.
في نهاية فترة الستة أشهر، تبيّن أن المشاركين الذين فقدوا 10% من وزنهم كانوا يقضون في المتوسط 15 دقيقة يوميًا فقط في مراقبة طعامهم.
وقالت جين هارفي؛ الباحثة الرئيسية ورئيسة قسم علوم التغذية والأغذية بجامعة فيرمونت: "الناس يكرهون هذه العادة، ويظنونها مرهقة، لكننا تساءلنا: كم من الوقت تستغرق المراقبة الغذائية فعلًا؟".
ما أثبتته الدراسة أيضًا أن النجاح لم يكن مرتبطًا بعدد دقائق التدوين أو مستوى التفاصيل بل بتكرار المراقبة إذ أن الأشخاص الذين قاموا بتسجيل وجباتهم ثلاث مرات يوميًا كانوا هم الأكثر التزامًا ونجاحًا في إنقاص وزنهم.
التكرار أهم من التفاصيل
وأوضحت "هارفي": "يبدو أن الفارق يحدثه فعل المراقبة بحد ذاته لا كمية الوقت ولا التفاصيل"، مضيفة "لطالما استطعنا أن نقول للناس أن يمارسوا الرياضة 200 دقيقة في الأسبوع لكن لم نكن نعرف كم يستغرق تسجيل الطعام، الآن يمكننا أن نخبرهم: 15 دقيقة فقط كافية، وهي طريقة فعالة وليست صعبة كما يظنون".
في زمن تُطرح فيه الحميات المعقدة والتطبيقات المتقدمة، تؤكد هذه الدراسة أن العودة إلى أبسط الوسائل مثل دفتر ملاحظات أو تطبيق بسيط لتتبع الطعام قد تكون الخطوة الأذكى في رحلة فقدان الوزن.