هل يمكن أن يخبرك تحليل دم بسيط عن عدد السنوات التي قد تعيشها؟ هذا السؤال لم يعد خيالاً علمياً أو طرحاً فلسفياً بل أصبح محور أبحاث طبية متقدمة تسعى لفهم العلاقة بين المؤشرات البيولوجية في الدم وطول العمر، ففي عصر يزداد فيه الاهتمام بالطب الوقائي بدأت تظهر اختبارات جديدة يمكن أن تكشف مبكراً عن صحة الجسم الحقيقية وتمنح الأطباء فرصة للتدخل قبل فوات الأوان.
في إحدى الدراسات الحديثة التي كشفت عنها "medical news today"، اكتشف باحثون أن اختباراً بسيطاً للدم قد يكشف عن مدى احتمالية أن يعيش الإنسان عمراً أطول أو أقصر، ويعتمد هذا التحليل على مؤشرات بيولوجية دقيقة موجودة في الدم يمكن من خلالها تقييم ما يُعرف بـ"العمر البيولوجي" للفرد، أي مدى صحة الجسم مقارنة بعمره الزمني.
اختبار دم بسيط يكشف مؤشرات الحياة
الاختبار لا يركز فقط على المؤشرات العامة مثل الكوليسترول أو نسبة السكر، بل يبحث في الجزيئات المسؤولة عن الالتهاب ومؤشرات الإجهاد التأكسدي وفاعلية عمل الخلايا وكلها عوامل ترتبط ارتباطاً مباشراً بالشيخوخة.
أوضح الدكتور مايكل باباداكس أستاذ أمراض القلب والرئيس الحالي للرابطة الأوروبية لطب القلب الوقائي (EAPC)، أن فهم المؤشرات البيولوجية الموجودة في الدم قد يفتح آفاقاً جديدة لتحديد فرص الإنسان في التمتع بعمر أطول، مشيراً إلى أن هذه المؤشرات لا تعكس فقط الحالة الصحية الحالية بل تكشف أيضاً عن الاتجاه العام لصحة الجسم في المستقبل.
التحليل الذي تم تطويره لا يهدف إلى التنبؤ بالوفاة بشكل مباشر بل لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة لتطور أمراض مزمنة مبكراً ومن ثم منحهم فرصة ثمينة لتغيير نمط حياتهم، الباحثون يأملون أن يصبح هذا النوع من الفحوصات جزءاً أساسياً من الفحوصات الدورية تماماً مثل تحليل ضغط الدم أو قياس معدل السكر.
اختبار دم يحدد الأشخاص الأكثر عرضة لتطور أمراض مزمنة مبكراً
إذا أثبتت هذه الأداة فاعليتها على نطاق واسع، فقد تصبح بمثابة خريطة شخصية لعمر الإنسان المحتمل، فاختبار واحد بسيط يُجرى في عيادة طبيب الأسرة قد يحمل بين نتائجه مؤشرات عن مدى قابلية الجسم للصمود أمام الشيخوخة والمرض والتدهور الخلوي والذي يعني تراجع كفاءة خلايا الجسم مع التقدم في العمر أو نتيجة لعوامل ضارة.